المسلمين 10% من كل نشاطهم التجاري، بينما 90% منه يتم مع شعوب وبلدان أخرى. بعبارة أخرى لا يعتمد المسلمون بشكل رئيسي على بعضهم، بل على بلدان غير إسلامية1 . حظي هذا الواقع باهتمام “جيمز بتراس و“استيف ويفكس ضمن اطار تحليلي شامل. فبالنظر لحقائق العولمة الاقتصادية وهيمنة الروح والمبادىء الرأسمالية عليها، يصل هذان الباحثان إلى ان الصورة الايجابية التي ترسم للعولمة ليست اكثر من اسطورة، وما هي من الناحية العملية سوى نهب اقتصادي وتشكيل امبراطورية رأسمالية لصالح القوى الاقتصادية العظمى2 . ومع ان هذه الاحكام صدرت بالنظر للحقائق القائمة في أمريكا اللاتينية، بيد ان دراسة تجارب البلدان الاخرى، وهو ما قام به فراسين، وبورخولدر، ويودر، تدل على شمولية هذه الحالة، وانها تستهدف العالم الإسلامي أيضاً3 . وهذا ما يعبر عنه "لنداو" بالقول: ان العالم الحديث وفّر فرصاً جديدة للقوى الاقتصادية العظمى كي تمتص بطريقة حديثة معظم البلدان النامية وغير النامية، وهو تعبير لا يبتعد عن الواقع ولا يجانب الصواب . ويتوقع للعالم الإسلامي كالكثير من المناطق الاخرى في العالم، وبفضل الخطط السلطوية للرأسماليين الغربيين، والتي تطبق بآليات وقنوات عدة نظير البنك العالمي، وصندوق النقد الدولي، ومنظمة التجارة العالمية و…، يتوقع ان يعاني من ازمات حقيقية في داخله، ويخوض تجارب مريرة كسقوط الحكومات أو تبعيتها بنمط جديد للقوى العظمى. الدليل الناصع على هذا القول نستقيه من السلوك المتفرد للولايات المتحدة في ازمتي افغانستان والعراق ـ والعراق على وجه الخصوص ـ حيث اصطفت الاعتبارات الاقتصادية بجانب سائر الاعتبارات السياسية والعسكرية و… الخ لتحول دون ان تتخذ البلدان الإسلامية اية خطوة تقف بوجه أمريكا أو تدعوها لتعديل استراتيجيتها السلطوية على الاقل. 3ـ التفكيك على مستوى الاتصالات يجب اعتبار اضخم مكتسبات العولمة، ظاهرة “المجتمع الشبكي (Network Society) التي تكونت وتتكون بوتائر متصاعدة. يناقش “مانوئيل كاستلز (Manuel Castells) في سِفره ذي المجلدات الثلاثة “عصر المعلومات (Information Age) هذا الموضوع بشكل مفصل. نظرية كاستلز القائمة على انطلاقة الحياة الشبكية في الالف الميلادي الثالث، حظيت باهتمام واعجاب العديد من المفكرين السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين والثقافيين4 . يرتكز المجتمع الشبكي الذي يطرحه على ثلاث عمليات رئيسية: