عاماً1 . معنى هذه النظرة الجديدة ان كافة اللاعبين المعارضين لليبرالية الديمقراطية معرضون للخطر، وما عادت القوانين والحقوق الدولية قادرة على حمايتهم ازاء هجمات القوى العظمى. وبتعبير “اندرو هورول (Andrew Harrel) طرأ على الأمن في ضوء هذه الرؤية تحول في المعنى وصار معناه أمن اللاعب الاقوى، لذلك على بقية اللاعبين توقع بروز مخاطر يتعرضون لها من قبل اللاعبين الاقوى2 . هذا التفسير لـ "الامن العالمي" الذي يعني “امن المتفوق سيكون بالنسبة لبلدان العالم الإسلامي بما هي معارضة للايديولوجيا الليبرالية المدعومة من قبل المتفوق، سيكون تلقائياً بمثابة اخطار جديدة تطرق “بيتر ورسلي (Peter Worsley) لهذا المعنى بمفردة “الفرض، وقال: التيار الاحادي الاتجاه السائد، والذي يتواصل باسم العولمة، يفرز ضرباً من الفرض والاكراه يصعب قبوله على الكثير من البلدان، ومنها البلدان الإسلامية التي يجب ان تنتظر الازمات في الحالين. بمعنى ان عدم القبول من شأنه اشتباكهم مع المتفوق، والقبول يؤدي أيضاً إلى انهيار بناهم الايديولوجية، وبالتالي سيكونون في الحالتين عرضة للاضطرابات والتأزم3 . ويلفت “ديفيد هيلد إلى مفهوم جديد يسميه “ديمقراطية العولمة (Cosmopalitam Democracy) فيقول: ليست ديمقراطية العولمة مفهوماً نظرياً بسيطاً، إنّما هو مفهوم يستبطن في داخله نظاماً جديداً شاملاً، نظاماً يغير بنية الاداء السياسي في الكثير من البلدان، ويطرح بالتالي نمطاً خاصاً من الادارة السياسية يعتبرها هي المقبولة4 . ومن الجلي ان غالبية الأقطار الإسلامية تتعارض مع النموذج الغربي في هذا، لذلك تنتابها ازمات امنية داخلية وخارجية نتيجة هذا الفرض والاكراه. ظاهرة “الديمقراطية القسرية التي لاحظنا نموذجاً لها في الحرب الامريكية ضد النظام البعثي في العراق، تعد من أبرز مصاديق هذا المنحى الجديد التي تسعى أمريكا لتعميمه ونشره، ولا تبدو غالبية البلدان الإسلامية في مأمن من التحرشات الامريكية. المحصلة النهائية لمثل هذه الاستراتيجية في حال نجاح أمريكا، هي دفع العالم الإسلامي إلى الهامش وتضعيفه في المعادلات الدولية، مصير يشبه ما آل إليه الاتحاد السوفيتي السابق، وينشده الكثير من الساسة الامريكيين. هذا في حين لا يتحلى العالم الإسلامي بالوفاق والوحدة اللازمة لمجابهة هجمات المنافس. فالاحصاءات والتجارب السياسية ـ الاجتماعية المتوفرة تنم عن عدم وجود “روح إسلامية مشتركة للاسف الشديد. حقيقة ان الكثير من الأقطار الإسلامية، على الرغم من قدرتها على تلبية حاجاتها بالتعاون مع البلدان الإسلامية الاخرى، الاّ انها تبدي ميلاً أكبر لتمتين علاقاتها مع بلدان غير مسلمة (اوربية أو امريكية)، تشير يقيناً إلى صحة هذا الادعاء. على سبيل المثال، في حين يضع المسلمون ايديهم على 8% من التجارة العالمية، لا يتعدى تبادلهم التجاري مع جيرانهم