وسائل اعلام حديثة كالفضائيات والانترنت، حيث ادلت العينات بأن مرجعها الرئيس هو هذه الوسائل الاعلامية1 . ولهذا يستنتج الباحث ختاماً فيما يتصل بدور وسائل الاعلام وتأثيراتها السلبية بأنه من وجهة نظر الايراني: “تغلغلت العولمة باستخدام شتى الطرق والادوات في كافة البلدان، وتركت بصماتها على القيم والتقاليد المحلية والاقليمية، بالشكل الذي اثارت فيه المخاوف والقلق حتى لدى بلدان العالم الأول.. ان الارتباط بالعالم الخارجي، عرض البلدان لغزو التعاليم السائدة على المسرح الدولي، والتي تترك في كل الظروف تأثيراتها على الوضع داخل ذلك البلد، لاسيما من الناحية الثقافية والقيمية.. الموقف الافضل للبلدان الصناعية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية في انتاج ونشر الاعلام، ادى إلى ان يتحدث العديد من الباحثين عن الامبريالية الاعلامية 2 . 1 ـ 2 ـ ضعف السيادة الوطنية بلحاظ التصور الخاص للدولة في الخطاب السياسي الإسلامي، وخلافاً للتوجه الغربي، تطرح الدولة الإسلامية كمؤسسة تتحمل الكثير من المسؤوليات، ومن واجبها التخطيط والعمل لتأمين كافة الاحتياجات المادية والمعنوية لمواطنيها. ويتسنى الاستنتاج بأن للدولة دور مهم ومحوري في المجتمعات الإسلامية3 . وبصرف النظر عن البحوث النظرية في هذا المضمار، ينم الواقع الموضوعي أيضاً عن ان الدول أو الحكومات في العالم الإسلامي تتمتع بمنزلة محورية مهمة. هذا في حين ان العولمة بزعزعتها لبعض مسؤوليات الحكومة وتقليص صلاحياتها، مهدت الطريق عملياً لفصام بين الحكومة والشعب في هذه المجتمعات. ومن بين هذه الحالات يمكن الإيحاء إلى تضعيف السيادة الوطنية، وهو ما قد يفضي إلى ازمة بالنسبة لبعض الحكومات الإسلامية. للايضاح نقول انه في حين يعتقد ثلة من الباحثين منهم “كارت (Carrett) و“واد (Wade) و“هيرست (Hirst) و“تومبسون (Tompson) ان العولمة يجب ان تفهم في اطار الخطاب الوطني، بحيث يبقى “الاطار الوطني على قيمته واعتباره، وتنتهي العولمة إلى “تعاون عالمي بين الوحدات الوطنية، يصرح معظم الباحثين في هذا الحقل ان المعنى الكلاسيكي للسيادة الوطنية قد انتهى، وعلى حد تعبير “زورن (Zurn) و“اهمت (Ohmate) لم يعد بالمقدور الاعتماد عليه4 . وحسب اكثرية المفكرين، فإن الحكومات ذات المسؤوليات الجسيمة كالتي ظهرت في العالم الإسلامي، واجهت ازمة معنى على يد العولمة، وبتقلّص حدود صلاحياتها، يبدو ان اعمارها آخذة في الزوال. يلمح “واترز إلى ان العوامل الصانعة لهذه الازمة خارجية بنحو يتعذر معه ادارتها من قبل الحكومات المحلية، ويقول: ان حدوث هذه الازمة أمر مفروغ منه