2ـ3: مع أن قضية الإسلام وتعارضه مع الايديولوجيا الليبرالية، لم تكتسب صفة الاجماع بين النخبة السياسيةـ الفكرية في المجتمع الامريكي، بحيث يتسنى ملاحظة طيف متنوع من وجهات النظر حول اسلوب مواجهة الإسلام بقيادة جمهورية إيران الإسلامية1 ، ولكن على مستوى اتخاذ القرارات، تدل حالات مثل الكلمة التاريخية لجورج دبليوبوش التي اكد فيها ضرورة مجابهة محور الشر (وفيه عنصران من العالم الإسلامي) والهجوم على افغانستان والعراق، واستخدام تعبير "الحروب الصليبية"، وتقرير اهداف استراتيجية لاحقة للأمن الامريكي في الشرق الاوسط نظير سورية، والسعودية، وايران، ولبنان (وكلها من بلدان العالم الإسلامي) وغيرها من الشواهد والحالات، تدل كلها على ان السياسة العملية لحكومة بوش تستهدف العالم الإسلامي، وكما اوصى هانتنغون، تتحرى حكومة بوش تخطيط وادارة حرب تنتج عنها هيمنة امريكية متفردة على هذا العالم الذي يعد منافساً تقليدياً عنيداً للايديولوجيا الليبرالية الديمقراطية. من هنا تم عملياً توجيه شعاري "محاربة الإرهاب" و"الدول الحائزة على أسلحة الدمار الشامل" لبلدان العالم الإسلامي استهدافاً لقدراتها القتالية والدفاعية. في اللائحة التي يقدمها "كنت كاتزمان" (Kenneth Katzman) للبؤر الإرهابية الخطرة، يشدد غالباً على لاعبي العالم الإسلامي، ويضع اللاعبين غير المسلمين في المرتبة الثانية من الخطر2 . وفي الخطة التي اقترحها ديوان محاسبات الولايات المتحدة الامريكية على رئيس الجمهورية في ايلول 2001، ثمة توصية للرئيس بأن يركز تركيزاً خاصاً في سياق مشاريعه الاستراتيجية لمكافحة الإرهاب واصحاب اسلحة الدمار الشامل، على البلدان الإسلامية. وفي مثل هذه الآفاق، يغدو حتى حلفاء أمريكا المتدينون، كالعربية السعودية، عرضة لاتهامات الساسة الامريكيين، بحيث تسوء العلاقة بين البلدين3 . الشواهد المماثلة كثيرة تدل جميعها وعلىحد تعبير "جون ايكنبري" (John Ikenberry) ان النظام الامريكي المنشود من قبل حكومة بوش لا يتحقق. بسهولة، والعالم الإسلامي من جملة معارضيه. انه العالم الذي بان للعيان جزء من قدراته في 11 سبتمبر، لذلك فهو يستحق تأملاً جدياً متجدداً4 . 2ـ4ـ يلفت قسم دراسات رئاسة الجمهورية التابع لمؤسسة واشنطن، النظر إلى المصالح الامريكية، مؤكداً ان نشر فكرة العولمة لاسيما في منطقة الشرق الاوسط، من شأنه المساعدة في تحقيق الاهداف الامريكية. فتحُ اسواق هذه البلدان للرساميل والشركات الاجنبية، والتأثر الثقافي بالحضارة الغربية، والميل إلى استهلاك البضائع الكمالية، والتوفر السهل على المعلومات، ومضاعفة حاجة هذه البلدان لبيع النفط، وبالتالي امكانية تغيير هذه الحكومات من الاسفل بالتشديد على الديمقراطية، من جملة العمليات والاساليب التي اقترحها هذا القسم على رئيس