[ 310 ] ولا يعرف خليفة رسول الله - صلى الله عليه وآله - المنصوص عليه في هذه الروايات وفي غيرها من الاحاديث، أو لا يرمونه أهل العناد والنصب بالرفض والتشيع، ولا يفعلون به ما فعله أهل دمشق بالنسائي صاحب السنن والخصائص العلوية. وقد تبع الطبري في تفسيره إبن كثير في تاريخه، 2 وهذا إن لم يدل على شئ، فقد دل على أن السياسة هي القوة التي تعين منهج سير العلم والحديث والتفكر. فمثل هذه الكلمة القاطعة: " إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا " لا يجوز سياسيا نقله والتحدث به، لانها إعلان إبطال الحكومات المستبدة التي قبلت نظام الادارة والحكم، وأحيت سنن الاكاسرة والقياصرة. فالنظام الذي يقطع عرقوب مثل بشير بن مروان، ويضرب عطية العوفي أربعمائة سوط، ويحلق لحيته، لابائهما عن سب الامام - عليه السلام - 3 لا يسمح مهما أمكنه التحدث بمثل هذه الاحاديث والاجهار بها، ويبالغ عن المنع عن ذلك تخويفا وتطميعا. وهذا يحيى بن يعمر يبعث به من خراسان إلى الكوفة بأمر الحجاج لقوله: " إن الحسن والحسين ذرية رسول الله - صلى الله عليه وآله - 4. ________________________________________ 2 - البداية والنهاية، ج 3، ص 40. 3 - تهذيب التهذيب ج 7 ص 226، ج 10 ص 157 و 158. 4 - قال في وفيات الاعيان، ج 5، ص 222 و 223 / 868: حكى عاسم بن أبي النجود المقري المقدم ذكره أن الحجاج بن يوسف الثقفي بلغه أن يحيى بن يعمر يقول: ان الحسن والحسين - رضى الله عنهما (عليهما السلام) - من ذرية رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - "، وكان يحيى يومئذ بخراسان، فكتب الحجاج إلى قتيبة بن مسلم والى خراسان - وقد تقدم ذكره أيضا - أن ابعث الي بيحيى بن يعمر. فبعث به إليه، فقام بين يديه، فقال: " أنت الذي تزعم أن الحسن والحسين من ذرية رسول الله - صلى الله عليه [ * ] ________________________________________