[ 325 ] نعم، إننا نعتقد: أن ذلك كله موضوع في وقت متأخر، تزلفا للامويين، كما أن شعر حسان هذا لا يبعد أن يكون منحولا، إذ لا يمكن أن يبادر إلى مخالفة ما كان متسالما عليه بين الامة، ولا سيما الصحابة منهم. كما أننا نلاحظ: أن البيتين الاخيرين، فيهما حشو ظاهر، وليس لهما صياغة منسجمة (1). ولربما يقال: إنهما بعيدان عن نفس حسان، وعن شاعريته، وعن سبكه، وطريقته ومما يدل على عدم صحة ذلك بالاضافة إلى ما تقدم: أولا: إنه قد تقدم: أن إبن عباس، والشعبي، وأبا ذر الذين روي عنهم القول بأولية أبي بكر هم أنفسهم يقولون: إن أمير المؤمنين (عليه السلام) هو أول من أسلم. ويقول الاسكافي (2): إن حديثهم في علي أقوى سندا، وأشهر من الحديث لا الاخر المنسوب إليهم في أبي بكر. وأما رواية أبي ذر، وعمر بن عبسة، فهي مضطربة، لانها تذكر: أن أبا ذر، وعمرو بن عبسة كلاهما ربع الاسلام، وأن بلالا أسلم قبل أبي بكر، ولا تذكر عليا (عليه السلام)، ولا خديجة، وهذا يعني: أن بلالا قد أسلم قبل خديجة وعلي، مع أن العكس هو الصحيح، فإذا كانت خديجة رحمها الله وعلي (عليه السلام) وبلال، وعمرو بن عبسة قد أسلموا أولا، فأين يكون إسلام أبي بكر بعد هذا ؟ ! وثانيا: إن عائشة نفسها تعترف بان أباها كان رابعا في الاسلام، وقد ________________________________________ (1) فليلاحظ مثلا: كلمة منهم في البيت الثالث. وقوله في الرابع: (متبعا بهدي) وقوله: وما انتقلا إلى غير ذلك من وجوه الضعف في السبك والصياغة. (2) راجع، الغدير، وشرح النهج للمعتزلي ج 13، وآخر كتاب العثمانية. (*) ________________________________________