[ 436 ] أن يجد مكانه بينهم دون أن يصطدم ولو جزئيا بواحد منهم ؟ !. وكيف استطاع حذيفة أن يرى العصبة وأبا سفيان، ويرى تفرق الأحزاب عنه. ثم لا يراه أحد، ولا يحس به أي منهم على الاطلاق ؟. وثانيا: إذا كان أبو سفيان حين ورود حذيفة ينادي: الرحيل الرحيل، وكذلك كان عامر بن علقمة بن علاثة ينادي الرحيل الرحيل، لا مقام لكم، فما معنى أن يقوم حذيفة بدوره في تخذيلهم، وقف ما علمه الرسول إياه. وثالثا: هناك اختلاف في نصوص الرواية. ونذكر تناقضا صريحا واحدا هنا وهو واقع في الرواية التي ذكرناها أولا نفسها، فهي تقول: إن الريح كانت في عسكر المشركين، ما تجاوز عسكرهم شبرا. مع أنه قد جاء في بداية الرواية نفسها قوله: " ما أتت علينا ليلة قط أشد ظلمة، ولا أشد ريحا منها، في أصوات ريحها مثل الصواق، فجعل المنافقون يستأذنون إلخ.. ". ورابعا: تقول الرواية التي ذكرناها أولا: إن النبي (ص) قد أمر حذيفة بأن يأتي قريشا فيقول: يا معشر قريش، إنما يريد الناس إلخ... ثم يأتي كناية فيقول كذا وكذا، ثم يأتي قيسا فيقول كذا وكذا.. وهذا لا ينسجم مع عنصر السرية الذي الذي كان مطلوبا لحذيفة في ظروف كهذه. كما لا ينسجم مع ما جرى بينه وبين جليسيه حين طلب أبو سفيان أن يعرف كل منهم جليسه. وخامسا: ألف: إن بعض المصادر ذكرت: أنه لما سأل حذيفة ________________________________________