[ 383 ] في المسليمن وذلك فان القوي وان لم تكن متكافئة بين الفريقين من حيث العدو والعدة الا ان حرب بدر قد اثبتت للجميع ان ذلك ليس هو الفيصل في الحرب وليس هو الذي يقرر نتائجها. هذا بالاضافة الى ان حرب احد نفسها قد اثبتت للمشركين: أن نتائج هذه الحرب - لو استمرت - لن تكون افضل من نتائج حرب بدر لولا الخطأ الذي ارتكبه الرماة على الجبل حيث جعلهم النبي (ص) هناك ليمنعوا من حصول اي تسلل محتمل للعدو فتركوا مراكزهم من أجل الحصول على بعض الغنائم ثم تسلل المشركون من ذلك الموضع بالذات وأوقعوا بالمسلمين الذين كانوا قد انصرفوا عن الحرب الى جمع الغنائم - حسبما اوضحناه في غزوة احد في جزء سابق. وحتى بعد أن بد المسلمون يستعيدون وضعهم القتالي فإن المشركين أحسوا بالخطر الداهم فآثروا ترك ساحة القتال والانصراف إلى مكة. فلو كان بإمكانهم تسجيل نصر حاسم فلن يجدوا المسلمين في حالة أضعف من الحالة التي هم عليها الآن وقد كان يهمهم جدا انهاء أمر المسلمين والقضاء عليهم نهائيا والى الابد. وحتى حينما كان ابي سفيان يطلق وعوده باللقاء في بدر من العام المقبل متبجحا بما تنحقق لهم في معركة أحد فإنه لم يكن في موقع يمكنه من حسم الامر لصالحه ولصالح المشركين آنئذ. وقد ادرك في وقت متأخر: أن الخطأ الذي وقع فيه المسلمون في احد ربما لت بتكرر في المستقبل مع ادراكه ان اي جحرب سيخوضها ضد المسلمين سوف يكون المسلمون فيها أكثر استبسالا وأعظم بلاء من ذي قبل. كما أنهم سوف يكونون أكثر التزاما بأوتمر قيادتهم الإلهية بعد أن ________________________________________