[ 382 ] قد خفيت عليهم حتما وجزما. وما جرى في أحد لا يمكن ان يكون معيارا وميزانا ولا يفيدهم شيئا في حسابات الربح والخساره والنصر والهزيمه والقوة والضعف فقولهم: إنه (ص) انما اراد بذلك مقابلة حالة الاستهزاء والسخرية بالتهديد بنقض العهد لا يصح فان جوابه (ص) لا يتلاءم وهذا الامر وذلك لانه (ص): قد اعطى لمخشي وقومه حرية التصرف في هذا الاتجاه واكتفى هو بالاحتفاظ لنفسه بحق المقابلة بالموقف الحازم والحاسم لو نقض الآخرون عهدهم. وذلك ظاهر لا يخفى. لا بد من الندم: إن من الواضح: أن ما اقدم عليه أبو سفيان في نهاية حرب احد حيث قطع على نفسه وعدا بلقاء المسلمين بعد عام في بدر الصغرى كان خطأ فاحشا ورأيا فطيرا تعوزه البصيرة بالامور والواقعية في النظرة وفي الموقف. وذلك الن المسلمين بعد ما جرى في أحد قد أصبحوا اكثر تصميما على توجيه ضربة موجعة وقوية لكبرياء قريش بعد ان وترتهم في حرب احد التي لا بد أن يكون المسلمون قد استفادوا منها الدروس والعبر ولن يمسحوا أبدا بتكرر الخطأ الذي وقعوا فيه فيها مهما كان الثمن وقد ادرك أبو سفيان خطاه الكبير ذاك ولكن بعد فوات الاوان وكان صفوان بن أمية قد نبه الى ذلك فللم يلتفت إليه. وذلك لان المشركين وإن كانوا قد فاجأوا المسلمين في بلادهم ولم يجدوا الفرصة للإعداد والاستعداد ولكن المشركين لم يحققوا ما حققوه في تلك الحرب نتيجة لتنامي قدراتهم القتالية ________________________________________