[ 29 ] 5 - ثم هناك حسدهم للعرب أن يكون النبي الذي تعد به توراتهم منهم، وليس اسرائيليا، وقد أشار الى ذلك تعالى فقال: (ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم، وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا، فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به، فلعنة الله على الكافرين. بئسما اشتروا به أنفسهم: أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده، فباؤا بغضب على غضب، وللكافرين عذاب مهين) (1). ولعل هذا هو السر في أنهم - حسبما يقوله البعض - حينما طلب النبي (ص) منهم أن يدخلوا في الاسلام امتعضوا، وأخذوا يخاصمون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (2). 6 - لقد عز عليهم وأرهبهم: ما رأوه من قدرة الاسلام على توحيد أهل المدينة: الاوس والخزرج، الذين كانوا الى هذا الوقت أعداء يسفك بعضهم دماء بعض، قال تعالى: (وألف بين قلوبهم، لو أنفقت ما في الارض جميعا ما ألفت بين قلوبهم، ولكن الله ألف بينهم، انه عزيز حكيم) (3). 7 - ثم انهم قد رأوا: أن هذا الدين يبطل مزاعمهم، ويقضي على اليهودية، وعلى أحلام بني اسرائيل وقد أبطل اسطورتهم في دعواهم التفوق العلمي، وأظهر كذبهم في موارد كثيرة، وتبين لهم: أن الاسلام يعلو ولا يعلى عليه. أضف الى ذلك: أنه قد ظهر أن نبي الاسلام أفضل من موسى (عليه ________________________________________ (1) البقرة: 89 - 90 (2) راجع: اليهود في القرآن ص 23. (3) الانفال: 63. (*) ________________________________________