[ 30 ] السلام)، ومن سائر الانبياء. وأصبحوا يرون الناس يؤمنون بدين جديد، هو غير اليهودية، وهم يقولون: لا تؤمنوا الا لمن تبع دينكم (1). وفوق ذلك كله، فان الاسلام يرفض اعطاء الامتيازات على أساس عرقي، وهو يساوي بينهم وبين غيرهم، وهذا ذنب آخر لا يمكن لهم الاغماض عنه بسهولة. اليهود في مواجهة الاسلام لقد حاول اليهود مواجهة المد الاسلامي الكاسح بكل مالديهم من قوة وحول. ونذكر هنا بعض ما يرتبط بالاساليب والطرق التي حاولوا الاستفادة منها في هذا السبيل، من دون ملاحظة الترتيب بينها، لا سيما وأن بعضها متداخل في الاكثر مع بعض، فنقول: 1 - قد أشار الجاحظ الى أنهم: (شبهوا على العوام، واستمالوا الضعفة، ومالأوا الاعداء والحسدة، ثم جاوزوا الطعن، وادخال الشبهة الخ) (2). نعم، لقد حاولوا تشكيك العوام، وضعاف النفوس بالاسلام، وكانوا يرجحون لهم البقاء على الشرك، كما فعله كعب بن الاشرف، حينما سأله مشركوا مكة عن الدين الافضل، كما ألمحنا إليه فيما سبق. بالاضافة الى ممالأتهم للذين وترهم الاسلام، أو وقف في وجه مطامعهم وطموحاتهم اللامشروعة واللاإنسانية. ونذكر مثلا على ذلك: ما جاء في الروايات من أن الناس يعتبرون: أن من علامات الحق: أن لا يرجع عنه من يقتنع به، فإذا رجع عنه فلابد أن يكون ذلك لاجل أنه وجد فيه ضعفا، أو نقصا، ولذلك نجد ملك الروم يسأل أبا سفيان أحد ألد ________________________________________ (1) آل عمران: 73. (2) ثلاث رسائل للجاحظ (رسالة الرد على النصارى) ص 14. (*) ________________________________________