[ 23 ] موت مروان بن الحكم قال: وذكروا أن مروان بن الحكم لما قدم الشام من مصر، قال له خالد بن يزيد بن معاوية: اردد إلي سلاحي، فأبى عليه مروان، فألح عليه، وكان مروان فاحشا سبابا، وقال له يابن الربوخ (1)، يا أهل الشام، إن أم هذا ربوخ، يا ابن الرطبة، قال: فجاء ابنها إليها قال: هذا ما صنعت بي، سبني مروان على رؤس أهل الشام وقال: هذا ابن الربوخ. قال: وكان مروان استخلف حين خرج إلى مصر ابنه عبد الملك وعبد العزيز أنهما يكونان بعده، وبايع لهما أهل الشام، فلبث مروان بعد ذلك ليالي، بعد ما قال لخالد بن يزيد ما قال، ثم جاء إلى أم خالد فرقد عندها، فأمرت جواريها فطوين عليه الشوادك (2)، ثم غطته حتى قتلته (3)، ثم خرجن يصحن ويشققن جيوبهن، يا أمير المؤمنين. قال: فقام عبد الملك، فبايع لنفسه، ووعد عمرو بن سعيد أن يستخلفه، فبايعه وأقاموا بالشام. بيعة عبد الملك بن مروان وولايته قال: وذكروا أن عبد الملك بن مروان بايع لنفسه بالشام، ووعد الناس خيرا، ودعاهم إلى إحياء الكتاب والسنة، وإقامة العدل والحق، وكان معروفا بالصدق، مشهورا بالفضل والعلم، لا يختلف في دينه، ولا ينازع في ورعه، فقبلوا ذلك منه، ولم يختلف عليه من قريش أحد، ولا من أهل الشام. فلما تمت بيعته خالفه عمرو بن سعيد الاشدق (4)، فوعده عبد الملك أن سيتخلفه بعده، فبايعه على ذلك، وشرط عليه أن لا يقطع شيئا دونه، ولا ينفذ أمرا إلا ________________________________________ (1) الربوخ: المرأة يغشى عليها عند الجماع. (2) الشوادك جمع شودكان وهو الشبكة وأداة السلاح. (3) وقيل في قتله غير ذلك: في الاخبار الطوال ص 285: سقته السم، فلما أحس بالموت جمع بني أمية وأشراف أهل الشام فبايع لابنه عبد الملك. وفي ابن الاثير 2 / 647 غطته بوسادة حتى قتلته. وفي مروج الذهب 3 / 107 وضعت على نفسه وسادة وقعدت فوقها مع جواريها حتى مات، وقيل: أعدت له لبنا مسموما، وانظر تاريخ اليعقوبي 2 / 257 والبداية والنهاية 8 / 282. (4) قال الطبري إن خلاف عمرو بن سعيد على عبد الملك كان سنة 68 وقيل في رواية أخرى عنده في سنة 70. وانظر خبر خلافه على عبد الملك في الاخبار الطوال ص 286 وشروط الصلح بينهما، وانظر تاريخ اليعقوبي 2 / 270. (*) ________________________________________