[ 17 ] ووجدناهم مجمعين على منع امامين يصليان بالناس في محراب واحد بطل قول من يزعم ان ابا بكر قام مع رسول الله " ص " في المحراب محازيا له. وثبت قول من قال انه اقامه خارجا عنه بينه وبين الصف ولعمري لقد فعل ذلك به، ولو ميز اولياؤه هذه المنزلة لعلموا ان اقامته له في ذلك المقام دليل على انه قد انزله منزلة لا دين له إذ كانت الامة مجمعة على انه لا يجوز ان يصلي رجل جماعة فيقوم فرادى صفا وحده وانه من فعل ذلك وقد عقد صلاته بنية الجماعة فلا صلاة له ومن لا صلاة له فلا دين له فلما قام رسول الله (ص) صاحبهم فرادى بينه وبين الصف كان قد اقامه مقام من لا صلاة له ومن لا صلاة فلا دين له، ام كفى بهذا المقام خزيا لصاحبه ودليلا لمن فهم ما شرحناه وبيناه وهذا المقام أجل منقبة لصاحبهم عندهم وقد شرحنا ما عليهم وما على صاحبهم عندهم فيه، وكان قول ابي بكر (وددت اني سألت رسول الله عن هذا الامر لمن هو فكان لا ينازع فيه) دالا على انه لم يكن له فيه حق يعرفه إذ لم يعرف هو لمن ولو كان له فيه حق لعرفه ولما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (علي مني وانا من علي) دل على ان منزلة علي في دين الاسلام باثبات الحجة لله على الناس منزلة الرسول في ذلك بعد وفاته وفي التأدية عنه في حياته، وهذا تحقيق قوله صلى الله عليه واله وسلم (علي مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي) فلما كان رسول الله ص نبيا اماما وكان هارون نبيا اماما مع موسى (ع) فاستثناء رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بمنع اسم النبوة في علي (ع) يثبت له الامامة ضرورة إذ لم يستثن بها الرسول (ص) كما استثنى بالنبوة. وقد شرحنا من معنى هذا الخبر في كتاب الاوصياء ما فيه كفاية لمن فهم. فهذه فضيلة صاحبهم التي يعولون بزعمهم قد اوضحنا ما عليه فيها وان التقدمة لم تكن من قبل الرسول (ص) ولو صحت ايضا لهم من قبل الرسول (ص) عند الضرورة لعلة وثبت عند ذلك ايمانه وتطيره لكان ذلك مما لم يوجب ولايه لاحد ________________________________________