[ 16 ] برأيه كما فيه فدفعه الاخير ناسخ للاول فقد عزله عن فضل قد كان اهله. وقبح ان يعزله رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عن فضل قد كان اهله (1) بزعم اوليائه الا وقد علم انه غير مستحق لذلك الفضل، وان كان اخوه ؟ بوحي من الله كان سبيله في ذلك كسبيله فيما بعثه بسورة براءة ليقرأها على الناس بمكة من بعد الفتح ومن بعد رجوعه من غزاة تبوك فلما سار أبو بكر بالسورة نحو مكة بعث خلفه عليا (ع) فاسترجعها منه ورده الى الرسول (ص) وتقدم علي على السلام بالسورة الى مكة فقرأها على اهل مكة ورجع أبو بكر الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقال يا رسول الله هل نزل في شئ استوجب استرجاعي واخذ الصورة من ي فقال يا ابا بكر ان الله اوحى الي ان لا يؤدي عني الا انا أو رجل مني وان عليا مني وانا منه. وهذا مما لا خلاف فيه بين الامة فان صحت لهم رواية تقديمه في الصلاة فسبيله فيما وصفناه في ازالته عنها كسبيله باداء سورة براءة. فهذا حال يهدم كل فضيلة لابي بكر من دون ان ينسب ويثبت له فضيلة لكن اولياؤه (صم بكم عمى فهم لا يعقلون) واما ما اختلفوا فيه من وقوف ابي بكر بالمحراب مع رسول الله " ص " أو خلفه فانا نقول في ذلك لو كان أبو بكر قام مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في المحراب محازيا له لوجب مشاركته للرسول " ص " في الامامة ولوجب ان يكون سنة مستعملة في الاسلام وغير مطرحة فيصلي بالناس امامان في محراب واحد إذ ليس كان معهم نهى من الرسول " ص " عنه وكان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قد فعله في اخر افعاله التي لم ينسخها شئ من بعدها ولم ينه الرسول عنها. فلما كنا نجد اولياءه مجمعين على منع الشركة من ابي بكر ورسول الله صلى الله عليه واله وسلم في الامامة ________________________________________ (1) اهله هنا وفيما قبله بصيغة الفعل الماضي وبفتح الهاء المشددة الكاتب (*) ________________________________________