[ 47 ] وخصه بعضهم بالأغذية والاشربة وعند المعتزلة هو كل ما صح انتفاع الحيوان به بالتغذي وغيره وليس لأحد المنع منه فليس الحرام رزقا عندهم. (إذ شواهد ربوبيته دالة ظاهرة وحججه نيرة واضحة وأعلامه لائحة) العطف فيهما للتفسير ويحتمل أن يراد بالشواهد طبائع الممكنات القابلة للتربية الموصلة لها إلى كمالاتها، بالحجج نفس تلك الكمالات، وبالأعلام مجموع ذلك من حيث المجموع أو وضع كل ممكن في حده ومرتبته التي يليق به. (تدعوهم إلى توحيد الله عز وجل) وعلمه قدرته وتدبيره وساير صفاته وكمالاته وتبعثهم على التصديق بذلك، والجملة في محل النصب على أنها حال من فاعل الأخبار المذكورة وإنما وضع الظاهر موضع الضمير للتبرك بذكر الله والإشارة إجمالا إلى دلالة الامور المذكورة على جميع كمالاته أيضا كما أشرنا إليه. (وتشهد) أي تلك الشواهد والحجج والأعلام (على أنفسها لصانعها بالربوبية والإلهية لما فيها من آثار صنعه وعجايب تدبيره) فان من نظر بقلب سليم وعقل صحيح إلى أحوال هذا العالم وكيفية نضدها ومنافعها وأحوال الأفلاك وكيفية حركتها حول الأرض من شرق إلى غرب ومن غرب إلى شرق وأحوال الشمس في طلوعها وغروبها وانتقالها من برج الى برج لإقامة دور السنة والفصول ومنافعها التي من جملتها نشو النبات ونموها وإدراك الثمار والغلات وضبط الأوقات للديون والمعاملات وأحوال القمر في إنارته ونقصانه وزيادته وحركته في منازله ومنافع هذه الامور وأحواله المتحيرة في اختلاف حركاتها كما وكيفا وجهة وانتقالاتها واقتراناتها واستقامتها ووقوفها، ورجوعها وما يترتب على هذه الامور من المنافع وأحوال السفليات مثل الأرض والماء والنار والهواء والسحاب المسخر بين الأرض والسماء وانتقاله من موضع إلى موضع، وإفاضة الماء في وقت وفي محل دون وقت ومحل آخر وأحوال المعدنيات مثل الذهب والفضة والياقوت والزبرجد والزمرد والفيروزج والحديد والنحاس والرصاص والزرنيخ والكبريت والقار والموميا، وغيرها مما يشتد حاجة الناس إليه وتكثر منافعه، وأحوال الحيوانات ومنافعها وفوائدها وخواصها واهتدائها إلى مصالحها في معاشها وبقائها وفرارها عما يضرها وميلها إلى ما ينفعها، ومن جملتها الذرة الحقيرة وهي مع حقارتها وصغرها يجتمعن في جمع القوت وإعداده بالمعاونة في نقله إلى بيوتهن ثم يعمدن ويقطعن الحب لكيلا ينبت ولا يفسد، ومنها الزنبور فانه يعمل بيوتات مسدسات ومخمسات متجاورات من غير فرجة وقد يعجز عن مثلها المهرة من أرباب الهندسة. وأحوال الإنسان وما فيه من القوى والحواس والأعضاء والجوارح والعروق الساكنة والمتحركة والنفوس القابلة للعروج إلى أعلى عليين والنزول أسفل السافلين، وأحوال الجنين وا حتجابه في ظلمات، ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة حيث ________________________________________