[ 38 ] (حجج الله) أي هم حجج الله على خلقه والجملة حال عن ضمير الجمع (ودعاته ورعاته) جمع الداعي والراعي، وهو إما من رعى الأمير رعيته رعاية إذا حفظهم عن المكاره أو من رعيت الأغنام أرعاها رعيا إذا أرسلتها إلى المرعى، وكفلت مصالحها بتشبيه الخلق بالأغنام لأنهم قبل الاستكمال بالشريعة بمنزلتها في الحيرة وعدم علمهم بمصالحهم ومضارهم أو لاحتياجهم إلى من يحبسهم على مرعى الشريعة ويمنعهم عن الخروج عنها، كما أن الأغنام تحتاج إلى من يحبسها على مرعاها وما فيه مصالحها (على خلقه) متعلق بالثلاثة المذكورة على سبيل التنازع إذ بهم يحتج الله على خلقه استكمال الدين فلا يكون لهم عليه حجة وهم دعاته على خلقه يدعونهم إلى معرفة ذاته وصفاته وشريعته، ورعاته عليهم يحفظونهم عن المكاره والمقابح ويرشدونهم إلى المحاسن والمصالح (يدين بهديهم العباد) أي العباد يطيعون الله ورسوله في الأمر والنهي وغيرهما مما يجب التقرب والرضوان بسبب هدايتهم وإرشادهم ولولا ذلك لهلكوا جميعا (ويستهل بنورهم البلاد) أي يستضي بعلمهم البلاد أو أهلها على سبيل الاستعارة بتشبيه العلم بالنور في الهداية (جعلهم الله حياة للانام) أي سببا لحيوتهم وبقائهم في الدنيا إلى أجل معدود إذ لولا وجودهم لمات الخلائق دفعة واحدة. ويحتمل أن يراد بالحيوة الإيمان بالله وباليوم الآخر والتصديق بما جاء به الشرع من باب تسمية السبب باسم المسبب لأن هذه الأمور سبب للحيوة الأبدية (ومصابيح للظلام) شبه البدعة والجهالة بالظلمة في المنع من الاهتداء للطريق واستعمل في المشبه لفظ المشبه به ولزم من ذلك تشبيههم (عليهم السلام) بالمصابيح إذ بنورهم يرتفع غشاوة البدعة والجهالة عن بصائر المؤمنين فيهتدون سبيل الحق ويجتنبون عن طريق المفاسد كما أن بنور المصباح يرتفع غشاوة الظلمة عن أبصار الناظرين فيبصرون المطالب ويرشدون إلى المقاصد. (ومفاتيح للكلام) تشبيه الكلام بالبيت المخزون فيها الجواهر استعارة مكنية وإثبات المفاتيح له تخييلية. والمراد بالكلام الكلام الحق مطلقا أو القرآن العزيز ولا يفتح باب حقايقه وأسراره على قلوب العارفين ولا يشاهدها بصائر الطالبين إلا بتفسيرهم وتعليمهم (عليهم السلام) (ودعائهم للاسلام) تشبيه الإسلام بالبيت مكنية، وإثبات الدعائم له تخييلية، فكما أن بقاء البيت يحتاج إلى دعائم متناوبة يقوم الآخر مقام الاول عند زواله كذلك بقاء الإسلام وعدم اندراسه بتوارد صواعق المحن وتواتر سيول الفتن يحتاج إلى ناصر ومعين يقوم واحد بعد واحد إلى قيام الساعة. (وجعل نظام طاعته) أي ما ينتظم به طاعته. والنظام - بالكسر - الخيط الذي ينظم به اللؤلؤ ففي الكلام استعارة مكنية وتخييلية (وتمام فرضه) على العباد من غير أن يكون فيه نقص وعيب (التسليم لهم فيما علم) أي فيما علمه العبد أو فيما هو معلوم ومعنى التسليم الاخبات والخضوع، وتصديق قولهم فيما ________________________________________