[ 299 ] وإن اريد به نفي الكمال يعني نفي العقل المستتبع للعلوم الدينية والمعارف اليقينية كان عدم الارتفاع مأولا بأنه لا يرتفع عمله كاملا ولا يبلغ درجة عمل ذوي العقول الكاملة، فأن رفعة العمل والثواب عليه على قدر العقل كما مر في عابد بني أسرائيل أو بأن هذا الحكم أعني عدم رفع العمل بالكلية في خصوص الجار المذكور كما يشعر به لفظة منه لعلمه (عليه السلام) بفساد علمه في الواقع. * الأصل: 20 - " الحسين بن محمد، عن أحمد بن محمد السياري عن أبي يعقوب البغدادي قال: قال ابن السكيت لأبي الحسن (عليه السلام): لماذا بعث الله موسى بن عمران (عليه السلام) بالعصا ويده البيضاء وآلة السحر، وبعث عيسى (عليه السلام) بآلة الطب، وبعث محمدا صلى الله عليه وآله وعلى جميع الأنبياء بالكلام والخطب فقال أبو الحسن (عليه السلام): إن الله لما بعث موسى (عليه السلام) كان الغالب على أهل عصره السحر فأتاهم من عند الله بما لم يكن في وسعهم مثله وما أبطل به سحرهم وأثبت به الحجة عليهم وإن الله بعث عيسى (عليه السلام) في وقت قد ظهرت فيه الزمانات واحتاج الناس إلى الطب فأتاهم من عند الله بما لم يكن عندهم مثله وبما أحيالهم الموتى وأبرء الأكمة والأبرص باذن الله وأثبت به الحجة عليهم وإن الله بعث محمد (صلى الله عليه وآله) في وقت كان الغالب على أهل عصره الخطب والكلام وأظنه قال: الشعر - فأتاهم من عند الله من مواعظه وحكمه ما أبطل به قولهم وأثبت به الحجة عليهم، قال: فقال ابن السكيت: بالله ما رأيت مثلك قط فما الحجة على الخلق اليوم ؟ قال: فقال (عليه السلام): العقل يعرف به الصادق على الله فيصدقه والكاذب على الله فيكذبه، قال: فقال ابن السكيت: هذا والله هو الجواب ". * الشرح: (الحسين بن محمد) بن عمران بن أبي بكر الأشعري الثقة (عن أحمد بن محمد السياري) ضعف ونسب إلى التناسخ (عن أبي يعقوب البغدادي) اسمه يزيد ابن حماد بن الأنباري السلمي ثقة (قال: قال ابن السكيت) اسمه يعقوب بن إسحاق ثقة ثبت عالم بالعربية واللغة مصدق لا يطعن عليه وكان متقدما عند أبي جعفر الثاني وأبي الحسن الثالث (عليهما السلام) قتله المتوكل لأجل التشيع (لأبي الحسن (1) (عليه السلام) لماذا بعث الله موسى بن عمران) في " ماذا " ثلاثة أوجه الأول أن يكون مجموعه بمعنى أي شئ والثاني أن يكون " ما " بمعنى أي شئ " وذا " زائدة، والثالث أن يكون " ما " بمعنى أي شئ ________________________________________ 1 - ذكرنا في حواشي كتاب الوافي (صفحة 33 وما بعده) ان المسؤول هو أبو الحسن الثالث أعني وذكرنا هناك وجهه ومن الناس من نسب الحديث إلى الرضا (عليه السلام) وهو خطأ ورأيت بعد ذلك من نسبه الكاظم وهو أخطأ لعدم علم قائله بالرجال وعدم تدبره (ش). (*) ________________________________________