[ 298 ] من العقول في الدنيا " إلى غير ذلك من الأخبار المتكثرة يفتضى أنها منه تعالى وتلك العلوم والآداب وإن كان لها مدخل في حصولها لكنها ليست عللا فاعلية لها بل هي شرائط لتحققها وصدورها من المبدء الفياض كما أن الدهن شرط أو معد لزيادة ضوء المصباح وأصل الضوء وزيادته وكماله منه تعالى (1). * الأصل: 19 - " علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن يحيى بن المبارك، عن عبد الله بن جبلة، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: جعلت فداك إن لي جارا كثير الصلاة، كثير الصدقة، كثير الحج لا بأس به قال: فقال: يا إسحاق كيف عقله ؟ قال: قلت له: جعلت فداك ليس له عقل، قال: فقال: لا يرتفع بذلك منه ". * الشرح: (علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن يحيى بن مبارك) في بعض كتب الرجال أنه من أصحاب الرضا (عليه السلام) وما رأيت اسمه في الخلاصة (عن عبد الله بن جبلة عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: جعلت فداك إن لي جارا كثير الصلوة كثير الصدقة كثير الحج) لفظ الكثير منصوب على أنه صفة لأن الاضافة اللفظية لا يكتسب تعريفا، أو مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف وهو والصفة حينئذ جملة (لا بأس به) لعل المراد من نفي البأس هو أنه من أهل الولاية أو أنه من أهل الصلاح لا يؤذي أحدا (قال: فقال: يا إسحق كيف عقله ؟) لما بالغ إسحاق في وصفه بالأعمال الصالحة سأل (عليه السلام) عن أصل تلك الأعمال وهو العقل الذي يميز بين الحق والباطل ويوجب الإقرار بالحق تنبيها على أنه هو الحري بالاتصاف به لأنه نور يبصر به خير الدنيا والآخرة (قال: قلت: جعلت فداك ليس له عقل، قال: فقال لا يرتفع بذلك منه) أي لا يرتفع عمله بسبب أنه ليس له عقل منه، وفي بعض النسخ " لا ينتفع بذلك منه " أي لا ينتفع ذلك الرجل بسبب أنه ليس عقل من عمله وهنا شئ وهو أنه إن اريد بقوله: " ليس له عقل " نفي العقل عنه مطلقا حتى ما هو مناط التكليف كما هو الظاهر أو نفى كونه من أهل الولاية كناية كان عدم ارتفاع عمله محمولا على الظاهر لأن عمل غير المكلف وعمل غير الإمامي ليس مرتفعا، ولكن تلك الإرادة ينافي ظاهر ما تقدم، ________________________________________ 1 - وكذلك كل شئ في العالم ليس له علة فاعلية غير الله تعالى لأن غيره لا يقدر على ايجاد شئ والسحاب والريح والامطار علل معدة للنبات لا فاعلة والحرارة والقوة المصورة في الرحم كذلك معدات للجنين والوجود من الله تعالى ولا بنور الشمس شيئا ولا نار يحرق إلا بالاعداد ولا مؤثر في الوجود إلا الله تعالى (ش). (*) ________________________________________