[ 294 ] الأطفال إلا بما يناسب حالهم وتبلغ إليه عقولهم وينتهى إليه ذهنهم. * الأصل: 16 - " علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن قلوب الجهال تستفزها الأطماع وترتهنها المنى وتستعلقها الخدائع ". * الشرح: (علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن النوفلي عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه، قال قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن قلوب الجهال تستفزها الأطماع) أي تستخفها ويفزعها وتزعجها وتطيرها وتسلب طمانيتها، والأطماع جمع طمع وهو معروف وقد يجئ بمعنى الرزق يقال: أمر لهم الأمير بأطماعهم أي بأرزاقهم وينشؤ ذلك من تموج القوة الشهوية واضطرابها حتى تستولي على ساحة القلب فيصير مظلما إذ أخرج يده لم يكد يراها، وعند ذلك يعدل عن الصراط المستقيم وهو الوثوق بالله العظيم إلى ما هو من أخس مكايد الشيطان وضر أحوال الإنسان وهو الطمع فيما في أيدي الناس فيقع في وثاق الذل وعبودية العباد ويحرم عما سيق له من الميعاد في دار المعاد وهو أصم لا يسمع نصح الناصح الأمين قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " لا تخضعن لمخلوق على طمع فإن ذلك وهن منك في الدين، واسترزق الله مما في خزائنه فإن ذلك بين الكاف والنون، إن الذي أنت ترجوه وتأمله من البرية مسكين بن مسكين وأما العاقل فهو مع علمه بأن مورد الطامع قد لا يكون باعثا لتحصيل المراد ولا سببا لاصدار ما أراد بل يتخلف عنه المرام ويصير ذلك موجبا لتضييع الأيام يرى في صفاء مرآة قلبه وخامة مآل تلك الأحوال فيفر منها فرار الجبان من مشبل معها الأولاد والأشبال. (وترتهنها المنى) المرتهن الذي يأخذ الرهن والمنية والامنية واحد والجمع المنى والأماني فتشبيه المنى بالمرتهن مكنية وإثبات الارتهان لها تخييلية، والراهن هو النفس الأمارة بالسوء، وفيه مبالغة بليغة على كمال إفلاسها حيث رهنت لغاية اضطرارها وعدم اهتدائها المظلوم ما هو أشرف متاع البيت وهو القلب وينشؤ ذلك من الافراط في القوة الشهوية ومرضها الذي يسري إلى البصاير ويوهنها ويطمس نورها ويمنعها من إدراك المعارف وما ينفع في اليوم الآخر فلا محالة يتوجه إلى الشهوات الزايلة والزهرات الحاضرة والأماني الباطلة وينظر إليها بعين الظاهرة فيتمنى دائما حصول ما لا يبلغه وبناء ما لا يسكنه وجمع ما يتركه لانتفاء الزاجر فلا يبالي من باطل جمعه ومن حق منعه ومن حرام حمله وأما العاقل فيعلم بنور بصيرته أن أشرف الغنى ترك المنى والاعتماد ________________________________________