[ 384 ] أحسن وأجدر. وفي قوله: (وأعلم أنك ستسال غدا) ترغيب في صرف قوة الشباب والعمر في طلب الدين والعمل به وإكتساب المال من طرق الحلال وإنفاقه في الوجوه المشروعة وإرشاد إلى التأهب والإستعداد للجواب ومراقبة النفس ومحاسبتها في كل آن لئلا يقع في هاوية النقصان والخذلان. (ولا تأس على مما فإتك من الدنيا - إلى آخره) وفيه ترغيب في تطهير القلب عن حب الدنيا أي لا تحزن على ما فاتك من قليل الدنيا وكثيرها. (فإن قليل الدنيا لا يدوم بقاؤه) والعاقل لا يتأسف بقوات قليل لا بقاء له (وكثيرها لا يؤمن بلاؤه) والعاقل لا يتأسف بفوات ما يوقعه في الضرر والبلية (فخذ حذرك) الحذر " تهيئه كار " ولعل المراد به تجهيز أمر الاخرة بتطهير الظاهر والباطن (وجد في أمرك) لعل المراد به تحليلة الظاهر والباطن بالأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة. (وإكشف الغطاء عن وجهك) أي عن وجه قلبك. وغطاؤه ما يحجبه عن مشاهدة المعبود وملاحظة المقصود ويمنعه من الوصول إليه والتقرب منه من مفاسد العقائد ومقابح الأعمال والأخلاق، وكشفه رفعه الموجب لمشاهدة جلاله وكماله والإتصال به إتصالا روحانيا. (وتعرض لمعروف ربك) وهو ما أراد منك، أو أجره في الاخرة، أو ما يفضيه على أهل العرفان (وجدد التوبة في قلبك) اشارة إلى أن التوبة أمر قلبي وهي الندامة عما مضى والعزم على عدم الإتيان بمثله، وإلى رجحان تجديد التوبة بعد التوبة لأن السالك لا بد أن يكون في ندامة بعد ندامة دائما (وأكمش في فراغك) أي عجل وأسرع، أو تشمر وجد في فراغك عما يوجب الغر والخذ لأن لما يوجب العز والإحسان. (قبل أن يقصد قصدك) أي نحوك يقال قصدت قصده أي نحوه (ويقضى قاؤك) أي موتك، أو سو خاتمتك. (ويحال بينك وبين ما تريد) من التوبة والطاعات الأخلاق النافعة بعد الموت أو الرجعة إلى الدنيا وتمنيها بعده لتحصيل ما ينفع في الاخرة عند مشاهاة كرامة الأولياء وشقاوة الأشقياء، أو تأخير الأجل عند الإحتضار فنقول * (رب لولا أخرتني إلى أجل قريب وفاصدق وأكن من الصالحين " والعاقل ينبغى أن يتصور أنه طلب الرجعة فرجع ويسعى في طلب الخيرات في كل زمان بقدر الإمكان ويحفظ نفسه عن الغفلة والنسيان والله هو المستعان. * الأصل 21 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن محبوب، عن بعض أصحابه، عن إبن أبي يعفور قال: سمعت ________________________________________