[ 373 ] كل يوم: إبن آدم ! لد للموت، واجمع للنفاء، وابن للخراب. * الشرح قوله (قال أبو جعفر (عليه السلام) ملك ينادي كل يوم ابن آدم لد للموت واجمع للفناء وابن للخراب) في نهج البلاغة قال أمير المؤمنين (عليه السلام) " أن لله ملكا ينادى في كل يوم لدوا للموت واجمعوا للفنا وابنوا للخراب " قال شارحه ليس اللام فيها للغرض وإنما هي للعاقبة نحو قوله تعالى * (فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا ". * الأصل 15 - عنه، عن علي بن الحكم، عن عمر بن أبان، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال علي بن الحسين صلوات الله عليهما: إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة وإن الاخرة قد إرتحلت مقبلة ولك واحدة منهما بنون فكونوا من أبناء الاخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا [ ألا ] وكونوا من الزاهدين في الدنيا، الراغبين في الاخرة، ألا إن الزاهدين في الدنيا إتخذوا الأرض بساطا والتراب فراشا والماء طيبا وقرضوا من الدنيا تقريضا، ألا ومن إشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات ومن أشق من النار رجع عن المحرمات، ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصائب، ألا إن لله عبادا كمن رأى أهل الجنة في الجنة مخلدين وكمن رأى أهل النار في النار معذبين، شرورهم مأمونة وقلوبهم محزونة، أنفسهم عفيفة، حوائجهم خفيفة، صبروا أياما قليلة فصاروا بعقبى راحة طويلة، أما الليل فصافون أقدامهم تجري دموعهم على خدودهم وهم يجأرون إلى ربهم، يسمعون في فكاك رقابهم. وأما النهار فحلماء، علماء، بررة، أتقياء، كأنهم القداح قد براهم الخوف من العبادة ينظر إليهم الناظر فيقول: مرضى - وما بالقوم من مرض - أم خولطوا فقد خالط القوم أمر عظيم، من ذكر النار وما فيها. * الشرح قوله (قال علي بن الحسين (عليهما السلام): إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة) رحل عن البلد وارتحل شخص وسار والمراد بادبار الدنيا تقضيها وانصرامها ففيه إشارة إلى تقضى الأحول الدنيوية الحاضرة بالنسبة إلى كل أحد من صحة وشباب وجاه ومال وكل ما هو سبب لصلاح حاله في الدنيا لدنوها من الإنسان ولما كانت هذه الامور دائما في التغير والتقضى المقتضى لمفارقة الإنسان لها بعدها عنه حسن اطلاق اسم الادبار على تقضيها وبعدها، وتشبيهها بالحيوان في الادبار مكنية واثبات الارتحال لها تخييلية، ونسبة الادبار إليها ترشيخ، أشار إلى أن الأخرة على عكس ذلك بقوله (وأن الآخرة قد ارتحلت مقبلة) الاخرة عبارة عن دار جامعة لأحوال يعود إليها الناس بعد الموت من ________________________________________