[ 366 ] الأكل تظلمه وتميته، ومنها رقة القلب والالتذاذ بذكر الرب ومناجاته والبطنة تغلظه وتمنع إستقرار الذكر فيه، ومنها العجز والإنكسار والشبع يوجب الغرة والإفتخار، ومنها قرب الحق والشبع يوجب البعد عنه قال الصادق (عليه السلام) " أن البطن ليطغى من أكله أقرب ما يكون العبد من ربه عر وجل إذ أخف بطنه، وأبغض ما يكون العبد إلى الله عز وجل إذا إمتلاء بطنه "، ومنها تذكر الجائعين وتذكر جوع يوم القيامة فيزداد سعيه له وكثرة الأكل توجب الغفلة، عنهما، ومنها التسلط على كسر النفس وكثرة الأكل توجب تسلط النفس، ومنها قلة النوم والإقتدار على العبادة والاكول في غفلة النوم وتضييع العمر، ومنها كثرة الحفظ وقلة النسيان والاكول على عكس ذلك، ومنها صحة البدن والأكل الكثير يوجب أمراضا شديدة، ومنها قلة الإحتياج إلى الأموال وأسباب الدنيا وصرف العمر في جمعها وحفظها، ومنها الإقتدار على الصدقة والإيثار لعدم الحاجة إلى الزائد. * الأصل 8 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: خرج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو محزون فأتاه ملك ومعه مفاتيح خزائن الأرض، فقال: يا محمد هذه مفاتيح خزائن الأرض يقول لك ربك: إفتح وحذمنها ما شئت من غير أن تنقص شيئا عندي، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الدنيا دار من لا دار له ولها يجمع من لاعقل له، فقال الملك: والذي بعثك بالحق نبيا لقد سمعت هذا الكلام من ملك يقوله في السماء الرابعة، حين اعطيت المفاتيح. * الشرح قوله (خرج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو محزون) لعل حزنه كان لضعف المسلمين وقوة المشركين والإهتمام بتجهيز أسباب الجهاد. قوله (الدنيا دار من لا دار له) أي في الآخرة لأن من له دار في الآخرة وهي الجنة لا يسكن قلبه إلى الدنيا ولا يتخذها دارا وموضع إقامة لنفسه ويحتمل أن يكون المراد أن الدنيا دار من ليست له حقيقة الدار أصلا لافي الآخرة وهو ظاهر لظهور أن بناها على العمل لها وترك الدنيا، ولا في الدنيا ________________________________________ = آلة تنطبع فيها الصور الجزئية شيئا بعد شئ تمحو صورة وتتجدد صورة، وقالوا أن النفس لا دراك الصور الكلية لا يحتاج إلى آلة أيضا لأنها زمان الشيخوخة لا يضعف إدراكه لها كما يضعف حواسه الآلية وأيضا لايكل بإدراك الكليات ولا يعجز عن إدراك ضعيف بعد قوى كما يعجز البصر عن إدراك النور الضعيف أثر القوي لكلاله، وأيضا العقل يدرك ذاته والحس لا يحس ذاته لأن الآلة لا تؤثر في نفسها والعقل ليس بآلة ويجئ إن شاء الله لهذا تتمة. (ش) (*) ________________________________________