[ 362 ] بحلو في ميل الطبع وإثبت له الحلاوة من باب المكنية والتخييلية أو شبه أثرا من آثار الإيمان وهو محبة الرب وقربه بالحلاوة في اللذة وإستعار له لفظ الحلاوة والمراد أن الرجل لا يجد محبة الرب وقربه حتى لا يبالي من أكل الدنيا أي لا يهتم به ولا يكثرت له ولا يعبأ ولا يرى له قدرا وهذه الخصلة لا تحصل إلا بتنزيه النفس عن محبة الدنيا والزهد فيها وقطع التعلق عنها بالكلية. * الأصل 3 - علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أبي أيوب الخزاز، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أمير المؤمنين (عليه السلام): إن من أعوان الأخلاق على الدين الزهد في الدنيا. * الشرح قوله (ان من أعون الأخلاق على الدين الزهد في الدنيا) لظهور أن الإشتغال بالدنيا وصرف الفكر في طرق تحصيلها ووجه ضبطها ورفع موانعها مانع عظيم من تفرغ القلب للامور الدينية وتفكره فيها وطلب أمر الاخرة ولذلك روى أن الدنيا والاخرة ضرتان إذ الميل بأحديهما يضر بالاخر فترك الدنيا معين تام على طلب الدين. 4 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن على بن هاشم بن البريد، عن أبيه أن رجلا سأل علي بن الحسين (عليه السلام)، عن الزهد فقال: عشرة أشياء، فأعلى درجة الزهد أدنى درجة الورع، وأعلى درجة الورع أدنى درجة اليقين، وأعلى درجة اليقين أدنى درجة الرضا. ألا وإن الزهد في آية من كتاب الله عز وجل * (لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتيكم) *. * الشرح قوله (إن رجلا سأل علي بن الحسين (عليه السلام) عن الزهد عشرة أشياء فأعلى درجة الزهد أدنى درجة الورع) قال (عليه السلام) في باب الرضاء بالقضاء أعلى درجة الزهد أدني درجة الورع كما في اللواحق وقد مر شرحه بقدر الواسع (1) بقوله: إلا وأن الزهد في آية من كتاب الله عز وجل * (لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتيكم " ________________________________________ 1 - قوله " وقد مر شرحه بقدر الواسع " في الصفحة 195 من هذا المجلد وهو من نفائس هذا الكتاب. قوله " أو شرك فهو ساقط " والمراد بالشرك الرياء، وسفيان بن عيينة من أئمة أهل السنة والجماعة وكان فيهم من يتظاهر بالزهد للتقرب إلى الخلفاء والوجاهة عند العامة، ونبه الإمام (عليه السلام) سفيان على ما عند ذويه ليعلمهم ويبصرهم عيوبهم، ومراد الشارع من الأمر بالزهد فراغ القلب عن الدنيا، وطلب الوجاهة والتقرب إلى السلاطين لا يدع في القلب فراغا حتى يفكر في أمور الاخرة. وأما الشك في الاخرة فأمره أعظم من ذلك. (ش) (*) ________________________________________