[ 288 ] والخصال المرضية، ومنها الصداقة وهي أن يكون لها اهتمام على تحصيل أسباب صديقه بقدر الامكان، ومنها الالفة وهي أن يكون لها اعتناء بتدبير معاش الخلطآء، ومنها الوفاء وهو أن تلتزم طريق المواساة والمعاونة، ومنها الشفقة وهي أن يكون لها همة صادقة على إزالة المكروهات عن الغير، ومنها المكافات وهي أن تقابل الإحسان بمثله أو زائد عليه، ومنها حسن الشركة وهو أن تراعي الاعتدال في المعاملات، ومنها التودد وهو إظهار المحبة للأقران وأهل الفضل وتلقيهم بطلاقة الوجه وحسن البشر، ومنها صلة الرحم وهي أن تراعي حقوق الأقربآء وتشاركهم في الخيرات الدنيوية والاخروية، ومنها التوكل وهو تفويض أمرها إلى الله سبحانه، ومنها الصبر وهو أن لا نجزع من فوات المال وغيره، ومنها القناعة وهي أن لا تحرص على جمع ما لا يحتاج إليه. ومنها الوقار وهو أن تكون ساكنة في تحصيل المطالب غير مضطربة، ومنها الورع وهو أن تجتنب عن الأفعال القبيحة، ومنها الحرية وهي أن تقتصر على اكتساب المال من الطرق الجميلة ولذلك كانت السخاوة والجود من صفات الأنبياء والمرسلين والصديقين ومن اقتفى آثارهم من الصالحين الذين آمنوا بالله وكتبه ورسله ووعده ووعيده في الحشر والنشر والثواب والعقاب وراعوا بصدق الهمة في أحوال الفقراء والمساكين والايتام والأرامل والمستحقين وقصدوا بخلوص النية رفع الحوائج عنهم لا يريدون منهم جزاء ولا شكورا، وقد دل العقل والنقل على شرافة تلك الفضيلة وعلو منزلتها، أما العقل فإن عباد الله عياله ومن قام لقضاء حوائج عيال أحد في حال حضوره وغيبته ووطن نفسه على رعاية حقوقهم ونظر بعين التلطف والشفقة إليهم كان عند صاحب العيال مكرما معززا محبوبا سيما إذا كان كريما قادرا على جميع أنحاء الإكرام والله سبحانه لم يجعل أحدا فقيرا لأجل الهوان ولا غنيا لأجل استحقاقه بالفضل والإحسان بل إنما فعل ذلك لأجل المصلحة والامتحان فمن نظر إلى الفقراء والمحتاجين بعين الحقارة وخطر بباله أنهم لا يستحقون الكرامة من الله سبحانه وإلا لأعطاهم ورفع حاجتهم فهو جاهل بالمصالح الإلهية وكافر بالحكم الربانية ويتوجه إليه الذم في قوله تعالى: * (وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه إن أنتم إلا في ضلال مبين) * وأما النقل فلقوله تعالى * (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا * إنما نطمعكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا * إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا * فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا وجزاهم بما صبرا جنة وحريرا) * وقول أبي الحسن (عليه السلام) " السخي قريب من الله قريب من الجنة قريب من الناس والسخاء شجرة في الجنة من تعلق بغصن من أغصانها دخل الجنة " (1) إلى غير ذلك من الآيات ________________________________________ 1 - الكافي كتاب الزكاة باب معرفة الجود والسخاء تحت رقم 9. (*) ________________________________________