[ 262 ] بيده " (1) وقال أبو الحسن (عليه السلام): " إن كان في يدك هذه شئ فإن استطعت أن لا يعلم هذه فافعل، وكان عنده اناس فتذاكروا الاذاعة فقال: احفظ لسانك تعز ولا تمكن الناس من قياد رقبتك فتذل " (2) وإن كنت فاعلا فعليك بصديق قد جربته مرارا وعلمت حفظ لسانه سرا وجهارا كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) " الطمأنينة إلى كل أحد قبل الاختبار عجز " (3) ومن أشعاره (عليه السلام): لا تودع السر إلا عند ذي كرم * والسر عند كرام الناس مكتوم والسر عندي في بيت له غلق * قد ضاع مفتاحه والباب مختوم ويندرج فيه كتمان عيبه ومعاصيه والكرامات التي أودع الله تعالى فيه فان إفشاءها قد يوجب زوالها وكتمان دينه إذا توهم الضرر باظهاره قال الصادق (عليه السلام) لسليمان بن خالد " يا سليمان إنكم على دين من كتمه أعزه الله ومن أذاعه أذله الله " (4) أمره بكتمان دينه من غير أهله وممن لا يعرف حاله. وكتمان عيب أخيه وسره لأن المؤمنين إخوة بل هم معدن واحد كنفس واحدة فمن أذاع منهم سر أحدهم أو عيبه كان كمن أذاع سر نفسه أو عيبه وقد وردت الآيات والروايات المتكثرة على الحث به قال الله تعالى: * (ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا) * وقال: * (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون) * وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من أذاع فاحشة كان كمبتديها " (5) وان أودعك أخوك سرا فعليك أن لا تخبر به أحدا وإن كان صديقك لأن للصديق أيضا صديقا وقال عمار: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): " أخبرت بما أخبرتك به أحدا ؟ قلت: لا إلا سليمان بن خالد. قال: أحسنت أما سمعت قول الشاعر: فلا يعدون سري وسرك ثالثا * ألا كل سر جاوز اثنين شايع (6) قوله (عليه السلام): " أحسنت " للتقريع كما هو الشايع في استعمال هذا الكلام في المحاورات ويدل عليه ما بعده وقيل لرجل: كيف تحفظ السر ؟ فقال: أجحد للمخبر واحلف للمستخبر. وجحده وإن كان كذبا لكن الكذب مطلوب في بعض المواضع وكذا الحلف والتورية فيها أحسن، ونقل أن رجلا أفشى سره إلى أخيه فقال له أحفظت ؟ فقال: بل نسيت، ومن شأن الجاهل إفشاء السر والعيب ________________________________________ 1 - المصدر أبواب الحكم تحت رقم 162. 2 - الكافي كتاب الايمان والكفر باب الكتمان تحت رقم 14. 3 - النهج أبواب الحكم تحت رقم 384. 4 - الكافي كتاب الايمان والكفر باب الكتمان تحت رقم 3. 5 - رواه الكليني في الكافي باب التعيير من كتاب الايمان والكفر. 6 - الكافي كتاب الايمان والكفر باب الكتمان. (*) ________________________________________