[ 31 ] السائل يوهم أن من خالفنا حسن مستقيم وذلك خطأ فلذلك نهاه عن ذلك القول وأمره بما هو أحسن منه لأن السيماء صفة لرجل يفرح بها من ينظر إليه سواء كان من أهل الحق أو الباطل. قوله (له وقار) أي سكينة نفسانية طمنية جسمانية. قوله (خلق تلك الطينتين) اشارة إلى الطينة المعلومة للمخاطب من سياق الكلام أو من قرينة المقام وأريد بتفريقهما بيمينه وشماله على سبيل التمثيل والتخييل أو تفريقهما بيمين جبرئيل وشماله كما في بعض الروايات. قوله (فكان أول من دخلها محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)) كما أنه أول من خلقت روحه وأول من خرج من طينة اليمنى وسعى إلى الجنة وبالجملة هو كان أول من المواطن كلها وفيض الحق إلى الجميع. قوله (لم تكلم النار منهم كلما) الكلم الجرح وفعله من باب ضرب. قوله (وأصابهم الوهج) بالتحريك حر النار. 3 - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن علي بن إسماعيل، عن محمد بن - إسماعيل، عن سعدان بن مسلم، عن صالح بن سهل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأي شئ سبقت ولد آدم، قال: إني أول من أقر بربي، إن الله أخذ ميثاق النبيين وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا: بلي، فكنت أول من أجاب. ________________________________________ = وكان أهلا للشقاوة في معاده، وإنما قصر استعداده وأظلبم جوهره لعدم كونه أحسن مما وجد كما لا يمكن أن يلد القرد انسانا مثلا في أحسن صورة وأكمل سيرة، أقول بعد ما سبق منه (قدس سره) في الحاشية السابقة وغيرها من نفي الجبر وإثبات الأختيار وأن علم الواجب بما سيقع لا يوجب الجبر في فعل الإنسان كما لا يوجبه في فعل نفسه تعال وجب حمل ما ذكره أخيرا من شقاوة قاصري الاستعداد على النقص اللازم لكل ممكن عن ما فوقه من المراتب كنقص الدواب عن كمال الانسان فإنها لا تتألم بهذا النقص إذ لا تدركه والتألم فرع الادراك وليس عذابا لها جزاء على تقصيرها في امتثال تكاليفها وقد صرح هو بذلك في مواضع من كتبه. وقال أيضا: وكما لا تعترض على أقبح الناس أنه لم لا يكون مثل يوسف في الحسن كابي جهل فكذلك لا تعترض على شر الناس كأبى جهل مثلا لم لا يكون مثل خير الناس كمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فان اختلاف الغرائز والشمائل كاختلاف الأشكال والطبايع إلى آخر ما قال، والتمثيل بأبي جهل الحاق في الموضعين والحق أنه لا يعترض على أبي جهل وأمثاله في نقصه العقلي وعدم وصوله في الكمال الذاتي إلى كمال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وإنما يعترض عليه وعلى أمثاله بانهم تنزلوا عما اعطوه من الفهم والعقل فصاروا كالانعام بل هأ أضل بعد أن كان فيهم ما به تفوقوا عليها. وأعلم أن الإعتقاد بالقدر وأن كل شئ في هذا العالم مطابق لما ثبت في عالم آمر قبله من لوازم الإيمان بعالم الغيب ولذلك ترى الماديين والمائلين إليهم ينفونه وقا بعض الملاحدة: القدر للانسان هو الطريقة التي يختارها وكتابه هو الذي يحويه وجوده ويتتبع بيده أوراقه، والحق أن لا يتفحص عن سابقة له في عالم غير مرئى بل ليس هناك الاسيرة في هذا العالم المحسوس وهذا الذي ذكره اشنع من اعتقاد أبي جهل. (ش) (*) ________________________________________