[ 26 ] الاختلاف وإلى أن فعله مسبوق بالارادة، والفعل إلا رادى لا يكون إلا لحكمة ومصلحة هذا القدر كاف في الادغان بان الإختلاف في خلقه لا يخلو عن حكمة وإن لم يعلم تفاصيلها. قوله (ولى أن أضى) اشارة إلى أنه يجوز البداء في بعض المقدرات والمدبرات وقد مر في آخر كتاب التوحيد تفسير البداء ومواقع جوازه وهي ما لم يبلغ الامضاء الحتم مثلا إذا قدر صحة زيد أو سقمه أو غناه أو فقره أو طول عمره أو قصره تقديرا غير حتمي مشروطا بالتصدق أو صلة الرحم أو بعدمها جاز البداء والتغيير. قوله (وإنا الله الفعال لما اريد) وهو فعال لأنه يفعل كل ما يريده على وجه يريد بلا منازع ولا مدافع على وجه أحسن بحيث لو إجتمع العقلاء على أن يزيدوا أو ينقصوا طلبا لزيادة الحسن لما قدروا. ومن توهم امكان إلا حسن في بعض أجزاء العالم فهو غافل عن المصالح الكلية والجزئية، وفيه تنبيه على أن له الامضاء والتغيير والتقديم والتأخير تحقيقا لمعنى المبالغة في الفعل. قوله (لا أسأل عما أفعل) لأنه لا يفعل إلا ما تقتضيه الحكمة، والحكيم على الاطلاق لا يسأل مما يفعل بخلاف غيره فانه يسأل عما يفعل هل هو موافق للحكمة أم لا. * الأصل 3 - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن عبد الله بن محمد الجعفي وعقبة جميعا، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل خلق الخلق فخلق من أحب مما أحب وكان ما أحب أن خلقه من طينة الجنة وخلق من أبغض مما أبغض وكان مما أبغض أن خلقه من طينة النار، ثم بعثهم في الظلال، فقلت: وأي شئ الظلال ؟ فقال: ألم تر إلى ظلك في الشمس شيئا وليس بشئ ثم بعث منهم النبيين فدعوهم إلى الاقرار بالله عز وجل وهو قوله عز وجل: * (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله) * ثم دعوهم إلى الإقرار بالنبيين فأقر بعضهم وأنكر بعض ثم دعوهم إلى ولايتنا فاقر بها والله من أحب وأنكرها من أبغض، وهو قوله: * (ما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل) * ثم قال أبو جعفر (عليه السلام): كان التكذيب ثم. * الشرح قوله (إن الله عز وجل خلق الخلق فخلق من أحب مما أحب) لعل المراد بالخلق الخلق الجسماني بقرينة السياق ومحبته تعالى للعبد عبارة عن إحسانه وإكرامه وإفضاله ولطفه وهي تابعة لطاعة العبد إياه، ثم المحبة سبب لزيارة القرب حتى يصير العبد بحيث لا ينظر إلا إليه ولا يتكل إلا عليه فيصير فعله كفعله كما يدل عليه حديث التقرب بالنوافل، ويسجئ مشروحا إن شاء الله تعالى. ومن محبته أنه إذا علم طاعة الارواح الانسانية خلق لها ابدانا من طينة الجنة ليكون ذلك معينا لها ________________________________________