[ 22 ] يوجب رفع الحكمة والتكليف والإبتداء وذلك نقص في العلم والتقدير والتدبير في ايجاد هذا النوع وابتدائهم إذ الابتلاء في صورة الإختلاف أشد وأعظم والإمتثال بالتكليف حينئذ أرفع وأفخم والثواب المترتب عليهما أجل وأتم ألا يرى أن صبر الفقير على الفقر مع مشاهدة الغنى في غيره أعظم من صبره مع مشاهدة الفقر في جميع بنى نوعه ولذلك قيل " إذا عمت البلية طابت " وان ابتلاء الغنى بالشكر مع تحقق الفقر في غيره أعظم من ابتلائه مع تحقق الغنى في جميع بنى نوعه أذله على الشكر في صورة الاولى بواعث شتى وقس عليه جميع الأحوال المتقابلة. قوله (كذلك خلقهم) أي كون بعض الذر أعظم من بعض إلى آخرة خلقتهم لابلوهم وفي بعض النسخ " لذلك " أي لأن يعبدوني ولا يشركوا بي شيئا أو لا جل الإختلاف خلقتهم كما قال جل شأنه " لا يز الون مختلفين ولذلك خلقهم ". قوله (تكلم فاءن روحك من روحي) لعل المراد بالروح الاولى النفس الناطقة الناظرة إلى عالم الملك والملكوت، وبالروح الثانية جبرئيل (عليه السلام) لأنه روح الله الامين ونسبته إليه تعالى ظاهرة و " من " حينئذ ابتدائية أو جود الله تعالى وفيضه على آدم وانما كان ذلك روحا لأنه مبدء كل حياة فهو الروح الكلية التي بها قوام كل حياة، وحياة كل موجود ونسبته إليه أيضا ظاهرة و " من " حينئذ للإبتداء أو للتبعيض أو ذاته المقدسة والمقصود أنه تعلى خلق روحه من عند ذاته المجردة بمجرد المشية بلا توسط مادة كالتراب ونحوه من المواد الجسمانية، والمراد بالكونية الوجود وبالطبية المواد الجسمانية مثل الحواس الظاهرة والباطنة التي جعلت في الإنسان ليستعملها على القوانين العدلية ويستعين بها في السير إلى حضرة المقدس وكونها على خلاف وجوده تعالى ظاهر لتنزهه عن العالم الجسماني، وفيه تنبيه على أن التكلم قد يكون صوابا إذا كان المقتضى له هوا الروح المجردة وقد لا تكون إذا كان المقتضى هو الطبايع الجسمانية فانه قد تقع في الغلط والتوهم الفاسد وقد وقع في السؤال المذكور كلا الامرين. قوله (فلو كنت خلقتهم على مثال واحد وقدر واحد) لعله (عليه السلام) علم تفاوت الاعمال والارزاق بالالهام، وأما ما سواهما من الامور المذكورة علمه بالمشاهدة. قوله (وجلة واحدة) الجبلة بكسر الجحيم وسكون الباء وكسرها وشد اللام الخلقة ومنه قوله تعالى * (والجبلة الاولين ". قوله (قال الله عز وجل يا آدم بروحي نطقت) إضافة الروح إليه سبحانه للإختصاص بإعتبار أنه من عالم الأمر وعالم المجردات الصرفة، ومن شأنها التحرك إلى طلب المجهولات فلذلك نطقت في هذا المقام عند رؤية الإختلاص العظيم في الذرية مع عدم العلم بسببه، وأما التكلف في ________________________________________