[ 11 ] في الميلاد من الظلمة بعد دخوله فيها إلى النور، ويخرج الكافر من النور إلى الظلمة بعدد دخوله إلى النور وذلك قوله عز وجل: * (لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين) *. * الشرح قوله (في أول ساعة من يوم الجمعة) يدل على شرافتها ورحجان الشروع في الأمر العظيم فيه، وعلى حدوث آدم بارادته تعالى والايات المتكاثرة والروايات المتواترة من طرق العامة والخاصة صريحة فيه، وهو مذهب أصحاب الشرايع كلهم ومذهب جم غفير من منكريها، خلافا للدهرية القائلين بقدم نوع الإنسان وأنه ليس ثم انسان أول وانما هو انسان من نطفة ونطفة من انسان لا إلى أول ولاصحاب الطبيعة القائلين بأن آدم حدث من تأثير النجوم أو العناصر أو غير ذلك من المزخرفات. قوله (وأخذ من كل سماء تربة) يمكن أن يراد بالسماء الجنة مجازا لكونها من جهة السماء أو حقية لأن السماء كل عال مظل، ولذلك يقال للسقف والسحاب سماء، وكل درجة من درجات الجنة سماء لعلوها وارتفاعها بالنسبة إلى ما تحتها حينئذ يراد بالارض السجين ودركاتها فيوافق سائر الروايات وأن يراد بها هذا المحسوس لبتادره ولا يبعد أن يكون فيها تراب من جنس تراب الارض أو غيره أو لنقله إليها للتشريف والتكريم. قوله (فامسك القبضة الاولى) بيمينه هي طينة المؤمن وامساكها بيمينه للتشريف لأن اليمين أشرف وللاشعار بكمال القوة الروحانية للمخلوق منها. قوله (ففلق الطين) فلقته فلقا من باب ضرب شققته فانفلق، وفلقته بالتشديد مبالغة. وذرأ الشئ تحرك وتفرق سريعا. والمراد بالطين الجنس الشامل للقبضتين، ولما فلقه بفتح القبضة تحرك ما في شماله في الارض وما في يمينه في السموات فقال الله تعالى أو جبرئيل (عليه السلام) للذي بيمينه منك الرسل الذي يأتون بالدين أو الكتاب ويشاهدون جيرئيل (عليه السلام) ويسمعون منه والانبياء المخبرين عن الله تعالى أن لم يكونوا رسلا والاوصياء لهم والصديقون لانبياء والرسل كثيرا أو المطابق أعمالهم لاقوالهم والمؤمنون المتصفون بالإيمان الكامل والمقرون بالله واليوم الاخر والسعداء الواصلون إلى الله بمجاهدات نفسانية وقوة روحانية. ومن اريد كرامته في الدنيا بالهدايات وفي الاخرة برفع الدرجات فوجب لهم ما قال كما قال للذي بشماله منك الجبارون الذين يكسرون قلوب الخلايق وظهورهم واعناقهم بالجور والغلبة، والمشركون بالله والكافرون الجاحدون له أو لشئ من أحكامه وأموره الضرورية والطواغيت المجاوزون عن الحد والمقدار في العصيان، السابقون في طرق الشيطنة والضلالة والطغيان ومن اريد هو انه وشقوته في الدنيا ________________________________________