[ 10 ] رأيت في أولئك " وحاصله أن ما في كل واحد من المؤمن والكافر من صفات الاخر أمر عرضى حصل له باعتبار مماسة الطينتين ومجاورتهما ورائحتهما لا كتساب طينة الجنة رائحة من طينة النار وبالعكس، وإن الاخلاق الذميمة لا تنافي الإيمان ولا تدفعه، والأخلاق الحسنة لا تنفع مع الكفر وان كان ذلك موجبا لنقصهما فكل يعود إلى ما خلق منه. * الأصل 6 - محمد بن يحى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن صالح بن سهل قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): المؤمنون من طينة الأنبياء ؟ قال: نعم. * الشرح قوله (المؤمنون من طينة الانبياء) قد عرفت أن طينة الانبياء من الجنة أنهم مخلوقون من صفوها وخالصها، وأن قلوب المؤمنين مخلوقة منه وأبدانهم من ثقلها وهو دون ذلك ولا يلزم منه الجبر والإضطرار لما مر. * الأصل 7 - علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، عن الحسين بن يزيد، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن إبراهيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عزو جل لما أراد أن يخلق آدم (عليه السلام) بعث جيرئيل (عليه السلام) في أول ساعة من يوم الجمعة، فقبض بيمينه قبضة، بلغت قبضته من السماء السابعة إلى السماء الدنيا وأخذ من كل سماء تربة وقبض قبضة أخرى من الأرض السابعة العليا إلى الارض السابعة القصوي، فأمر الله عز وجل كلمته فأمسك القبضة الاولى بيمينه ولاقبضة الاخرى بشماله، ففلق الطين فلقتين فذار من الارض ذورا ومن السماوات ذورا فقال للذي بيمينه: منك الرسل والأنبياء والأوصياء والصديقون والمؤمنون والسعداء ومن اريد كرامته، فوجب لهم ما قال كما قال، وقال للذي بشماله: منك الجبارون والمشركون والكافرون والطواغيت ومن اريد هوانه وشقوته، فوجب لهم ما قال. ثم إن الطينتين خلطتا جميعا، وذلك قول الله عز وجل: * (إن الله فالق الحب والنوى) * فالحب طينة المؤمنين التي ألقى الله عليها محبته والنوى طينة الكافرين الذين نأواعن كل خير وإنما سمى النوى من أجل أنه نأى عن كل خير وتباعد عنه وقال الله عز وجل * (يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي) * فالحي، المؤمن الذي تخرج طينته من طينة الكافر والميت الذي يخرج من الحي هو الكافر الذي يخرج من طينة المؤمن فالحي المؤمن، والميت الكافر وذلك قوله عز وجل: * (أو من كان ميتا فأحييناه) * فكان موته اختلاط طينته مع طينة الكافر، وكان حياته حين فرق الله عز وجل بينهما بكلمته كذلك يخرج الله عز وجل المؤمن ________________________________________