[ 12 ] بسلب التوفيق وإلا ذلال، وفي الاخرة بالاخذ والنكال فوجب لهم ما قال كما قال من الامر المذكور أو من قوله عز شأنه * (فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق) *. قوله (ثم ان الطينتين خلطتا جميعا وذلك) دل على أن الفلق والذر وقعا أولا والتخليط وقع بعدهما وذلك اشارة إليهما بالاعتبار المذكور: والاية الاولى استشهاد للاول. والثانية للثاني. قوله (فالحب طينة المؤمنين) كأنه بطن الاية فظهرها حب الزرع ونواة التمر وكلاهما على كمال قدرة الصانع. قوله (من أجل أنه نأى عن كل خير وتباعد عنه) العطف للتفسير وكان عين نأى كانت واوا ويؤيده أن صاحب مصباح اللغة ذكره في باب النون والواو. قوله (فالحي المؤمن) كما أن الحي والميت يطلقان على من اتصف بالروح - الحيوانى، وعلى من زالت عنه، كذلك يطلقان على من اتصف نفسه النطاقة بكمالاتها من الإيمان والأخلاق وغيرها، وعلى من لم يتصف نفسه بها بل هذا الإطلاق أولى عند أرباب العرفان وأصحاب الايقان لأن هذه حياة باقية وتلك حياة فانية. قوله (بكلمته) وهي أمره أو جبرئيل (عليه السلام) سمى بها لأنه يكلم الناس عن الله عز وجل ويبلغ أمره إليهم. قوله (كذلك يخرج الله عز وجل المؤمن في الميلاد) أي كما أخرج الله المؤمن والكافر وميز بينهما حين كونهما طينا، كذلك يخرج المؤمن في الميلاد الظلمة بعدد خوله إلى النور. ويخرج الكافر من النور إلى الظلمة بعد دخوله في النور، والميلاد أخص من المولد لأن المولد الموضع للولادة والوقت، والميلاد الوقت لاغير، والمراد بالظلمة ظلمة الكفر أو ظلمة طينة سجين، وبالنور الإيمان أو نور طينة الجنة، وبدخول المؤمن في ظلمة الكفر كونه في أصلاب الاباء الكفرة وأرحام الامهات الكافرات إلى أن أخرج الله تعالى عنها في وقت ولادته فتخلص من ظلمة الكفر ودخل في نور الإيمان، وقس عليه دخول الكافر في نور الإيمان واخراجه منه ويظهر من هذا الحديث أن أخرج المؤمن من الكافر وبالعكس في وقتين وقت تفريق الطين ووقت الولادة لما في طينة أحدهما من شايبة طينة الاخر. قوله (وذلك قوله عز وجل) إشارة إلى كون المؤمن مؤمنا وكون الكافر كافرا قبل أخراجهما واستشهاد له أي يدل على ذلك قوله تعالى * (لينذر " أي القرآن أو الرسول * (من كان حيا " بروح الإيمان * (ويحق القول " أي كلمة العذاب * (على الكافرين " فإن في لفظ الكافرين أشعار بثبوت الكفر واستمراره كذلك قبله. ________________________________________