[ 9 ] فأعرفه وأما أنت، فلست أعرفك قال: قلت له: إني ولدت بالجبل ونشأت في أرض فارس إنني اخالط الناس في التجارات وغير ذلك، فاخالط الرجل فأرى له حسن السمت وحسن الخلق و [ كثرة ] أمانة ثم افتشه فأتبينه عن عداوتكم واخالط الرجل فأرى منه سوء الخلق وقلة أمانة وزعارة ثم افتشه فأتبينه عن ولايتكم، فكيف يكون ذلك ؟ فقال لي: أما علمت يا ابن كسيان أن الله عز وجل أخذ طينة من الجنة وطينة من النار، فخلطهما جميعا، ثم نزع هذه من هذه وهذه من هذه فما رأيت من الئك من الأمانة وحسن الخلق وحسن السمت فمما مستهم من طينة الجنة وهم يعودون إلى ما خلقوا منه، وما رأيت من هؤلاء من قلة الاءمانة وسوء الخلق والزعارة فمما مستهم من طينة النار، وهم يعودون إلى ما خلقوا منه. * الشرح قوله (اما النسب فأعرفه) كان المراد بالنسب كيسان، ولعله كيسان بن كليب من أصحاب علي والحسن والحسين وعلي بن حسين ومحمد بن علي (عليهم السلام) وهو أيضا لقب مختار بن أبي عبيد المنسوب إليه الكيسانية. والمراد بمعرفته بالرؤية وبعدم معرفة ابنه عبد الله عدم معرفته بها، ويؤيده قوله " اي ولدت - الخ " على الظاهر، ويمكن أن يكون كناية عن عدم ايمانه اذلو كان مؤمنا لعرفه لانهم (عليهم السلام) كانوا يعرفون شيعتهم وأسماءهم وأسماء آبائهم كما دلت عليه الروايات المعتبرة. قوله (اني ولدت بالجبل) قيل المراد بالجبل كردستان بين تبريز وبغداد همدان وغير ذلك. قوله (فارى له حسن السمت) هو السكينة والوقار وهيئة أهل الخير والصلاح يقال: سمت الرجل سمتا من باب قتل إذا كان ذاسكينة ووقار وهيئة حسنه. قوله (وكثرة أمانة) في أموال الناس وعهودهم وأسرارهم. قوله (ثم افتشه فاتبينه عن عداوتكم) أي متجاوزا عن بدايتها إلى نهايتها أو على عداوتكم أو من عداوتكم لأن حرف الجر يجئ بعضها بمعنى آخر كما صرح به أئمة اللغة وعلى التقادير فيه مبالغة في عداوته أما الاول فظاهر وكذا الثاني على الاستعلاء، وأما الثالث فلانه يفيدان التفتيش مقارن لوجدان عداوته، وانما يكون ذلك لكمالها فيه. قوله (وزعارة) عطف على قلة أو سوء الخلق، وهي الفساد والفسق وسوء الخلق والخبث والفزع من كل كريهة والإضطراب منها. قوله (فكيف يكون ذلك) ظن أن وليه طيب وعدوه خبيث، فينبغي أن يكون الأمر على عكس ما وجدناه فلما وجد خلافه سأل عن سببه. قوله (فخلطهما جميعا) وبذلك يختلف أحوالهم وصفاتهم في الدنيا كما أشار إليه بقوله " فما ________________________________________