[ 7 ] والمتحول من الكفر لم يكن كافرا في الحقيقة، وإنما اكتسب الكفر بما فيه من رائحة النار، فلما زالت عاد إلى ما كان عليه من الايمان وبالجملة الايمان في الاول حسنة نشأت من التخليط المذكور، والكفر في الثاني سيئة نشأت منه والتخليط قد يفضى إلى اتصاف كل واحد من الفريقين بصفات الآخر لكنه غير مستقر غالبا. * الأصل 3 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن صالح بن سهل قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فدالك من أي شئ خلق الله عزوجل المؤمن ؟ فقال: من طينة الأنبياء فلم تنجس أبدا. * الشرح قوله (من أي شئ خلق الله عزوجل طينة المؤمن) اريد بالمؤمن من علم الله تعالى أزلا ايمانه في عالم الارواح ومن كان كذلك فهو مؤمن في عالم الاشباح أيضا ولذلك خلق الله قلبه وبدنه من طينة طينة طاهرة هي طينة الانبياء، أما قلبه فمن صفوها، من تلك الطينة تابع لايمانه وسبب لكماله وهو لطف من الله تعالى مبسوط على من من يشاء من عباده. * الأصل 4 - محمد بن يحيى وغيره، عن أحمد بن محمد وغيره، عن محمد بن خلف، عن أبي - نهشل قال: حدثني محمد بن إسماعيل، عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام): إن الله جل وعز خلقنا من أعلى عليين وخلق قلون شيعتنا مما خلقنا منه وخلق أبدانهم من دون ذلك وقلوبهم تهوي إلينا، لأنها خلقت مما خلقنا منه، ثم تلاهذه، الآية * (كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين * وما أدرك ما عليون * كتاب مرقوم يشهده المقربون) * وخلق عدونا من سجين وخلق قلوب شيعتهم مما خلقهم منه وأبدانهم من دون ذلك فقلوبهم تهوي إليهم، لأنها خلقت مما خلقوا منه، ثم تلاهذه الآية: * (كلا إن كتاب الفجار لفي سجين * وما أدراك ما سجين * كتاب مرقوم * ويل يومئذ للمكذبين) *. * الشرح قوله (خلقنا من أعلى عليين) أي خلق قلوبنا وأبداننا من أعلى أمكنة الجنة وأرفع درجاتها أو من أعلى المراتب وأشرفها وأقربها من الله عزوجل على احتمال، وخلق قلوب شيعتنا وتابعينا في العلم والعمل مما خلقنا منه فلذلك يقبل الحق ويستقر فيه، وخلق أبدانهم من دون ذلك لقصور ما في قوتهم العملية وقواهم الجسمانية بالنسبة إلى قوتنا وقوانا فوضع كلافى المقام اللائق به، لا يقال خلق قلوب شيعتهم مما خلق قلوبهم منه يقتضى المماثلة في القوة النظرية وليس كذلك لانا نقول ________________________________________