[ 21 ] البقاء عليه لوجوب بقاء العلم مع المعلوم فالإرادة وصف للمشية متعلقة بها لا يوجب ذلك أن تكون إرادته سببا لأفعالنا (فتعلم ما القدر ؟ قلت: لا، قال: هو الهندسة) (1) بفتح الهاء والدال وسكون النون معرب " أندازه " أي المقدار، ثم نقل إلى تعيين المقدار كما أشار إليه بقوله (ووضع الحدود من البقاء والفناء) وغيرهما، قال الجوهري: المهندس هو الذي يقدر مجاري القني حيث تحفر وهو معرب من " الهنداز " وهي فارسية فصيرت الزاي سينا لأنه ليس في شئ من كلامهم زاي بعد دال والاسم الهندسة (قال: ثم قال: والقضاء هو الإبرام وإقامة العين) يعني إحكام الشئ وإقامته في الأعيان وهو في أفعاله بمعنى الخلق والإيجاد على وفق الحكمة وفي أفعالنا بمعنى إبرام الثواب والعقاب وإقامتها على وجه الجزاء كما مر عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) أنة قال " ما من فعل يفعله العباد من خير أو شر إلا ولله فيه قضاء، قال السائل: ما معنى هذا القضاء ؟ قال: الحكم عليهم بما يستحقونه من الثواب والعقاب في الدنيا والآخرة " (قال فاستأذنته أن أقبل رأسه وقلت: فتحت لي شيئا كنت عنه في غفلة) حيث ظننت أن مشيئته وإرادته وقدره وقضاؤه أسباب لأفعالنا. * الأصل: ________________________________________ = بخلاف أراد فكأنه يدل على العزم والتهيؤ، قال صدر المتألهين في شرح حديث مضى في باب البداء: المشيئة: المراد بها مطلق الإرادة سواء بلغت حد العزم والإجماع أم لا، وقد ينفك المشيئة فينا على الإرادة الجازمة كما نشتاق أو نشتهي شيئا ولا نعزم على فعله لمانع عقلي أو شرعي. قال (قده): والإرادة هي العزم على الفعل أو الترك بعد تصوره وتصور الغاية المترتبة عليه من خير أو نفع أو لذة ولكن الله تعالى برئ من أن يفعل لأجل غرض يعود إلى ذاته، انتهى. وما في هذا الحديث يؤيد تفسير (قدس سره) وأن المشيئة مقدمة على الإرادة فالمشيئة نظير الشوق فينا، والإرادة نظير التصميم والإجماع وذاته تعالى منزه عن التجزى والتكثر وهذه المعاني متحدة حقيقة متغايرة اعتبارا كسائر صفاته تعالى أو يطلق باعتبار بعض الملائكة المقربين إليه كما مضى نظيره في الصفحة 305 من المجلد الرابع فيكون الذكر الأول عند بعض ملائكته الغير الموكلين بإجراء ما أراده والعزيمة عند الموكلين بالإجراء * (المدبرات أمرا) *. (ش) 1 - قوله " هو الهندسة " القدر: هو المشيئة والإرادة باعتبار تعلقهما بمقادير الأشياء على وفق المصلحة وهو باب واسع يتضح للإنسان بتتبعه في الطبيعيات والتشريح أنه جعل لكل شئ قدرا بحيث لو كان على غير ذلك المقدار أفسد ولذلك أمر الله الإنسان بالتفكر في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق. (ش) (*) ________________________________________