يتعلق بها تسعة مباحث الأول في واوها الثانى في موضعها الثالث في معناها الرابع فى إعرابها الخامس في العامل فيها السادس فى أصلها السابع في حكم الإتيان بها الثامن فى أول من تكلم بها التاسع فى الفاء بعدها فأما الواو فإما أن تكون لعطف ما بعدها على ما قبلها عطف قصة على قصة وإما أن تكون نائبة عن أما التى هى لمجرد التأكيد وقد تكون للتأكيد مع التفصيل فى غير ما هنا وأما موضعها فيؤخذ من قولهم هى كلمة يؤتى بها للانتقال من أسلوب إلى آخر أي من غرض إلى آخر فلا تقع بين كلامين متحدين ولا أول الكلام ولا آخره فإن وقعت بين كلامين متغايرين بينهما عدم مناسبة سمى اقتضابا محضا وإن كان بينهما مناسبة كلية سمى تخلصا وإن كان بينهما نوع مناسبة كما هنا سمى اقتضابا مشوبا بتخلص فمثال الاقتضاب المحض قول الشاعر لو رأى الله أن في الشيب خيرا جاوته الأبرار في الخلد شيبا كل يوم تبدى صروف الليالى خلقا من أبى سعيد غريبا ومثال التخلص قول الشاعر أيضا أمطلع الشمس تبغى أن تؤم بنا فقلت كلا ولكن مطلع الجود وأما معناها فهو نقيض قبل وتكون ظرف زمان كثيرا ومكان قليلا وهى هنا للزمان لا غير وقولهم إنها للمكان باعتبار الرقم بعيد كما حققه الشارح رضى الله عنه وأما إعرابها فلها أربعة أحوال تعرب فى ثلاثة وتبنى فى حالة كما هو مشهور وأما العامل فيها فهو على أن الواو عاطفه مقدر بأقول ونحوه وعلى أنها نائبة عن أما فإن قلنا إنها من متعلقات الشرط فالعامل فيها فعل الشرط والتقدير مهما يكن من شيء بعدما تقدم أو العامل فيها الواو النائبة عن أما النائبة عن مهما وإن قلنا إنها من متعلقات الجزاء كانت معمولة للجزاء والتقدير مهما يكن من شيء فأقول بعدما تقدم وجعلها من متعلقات الجزاء أولى لأنه يكون وجود المؤلف معلقا على وجود شيء مطلق وأما أصلها فهو أما وأصل أما مهما يكن من شيء كما تقدم وهذا الأصل على أن الواو نائبة وأما على أنها عاطفة فالأصل وأقول بعد الخ وأما حكم الإتيان بها فالاستحباب اقتداء بالنبى صلى الله عليه وسلم لأنه كان يأتى بأصلها وهو أما بعد فى خطبه ومكاتباته وأما أول من تكلم بها فقد نظم الخلاف فيه بعضهم بقوله جرى الخلف أما بعد من كان بادئا بها خمس أقوال وداود أقرب وكانت له فصل الخطاب وبعده فقس فسحبان فكعب فيعرب وأما الفاء بعدها فإن قلنا إن الواو عاطفة فالفاء زائدة على توهم وجود أما وإن قلنا إنها نائبة عن أما فالفاء رابطة للجواب وفى هذا القذر كفاية وأما اسم الإشارة ففيه احتمالات