أو في رمضان وهو الذي شهره ابن غلاب وعلى كل فالغالب كونها في العشر الأواخر من رمضان والعمل فيها خير من ألف شهر سواء علم القائم لها بأنها ليلة القدر أو لا ولها علامات ذكرها العلماء منها طلوع الشمس صبيحة يومها بيضاء لاشعاع لها وليلتها تكون السماء صحوا لا غيم فيها والوقت لا حار ولا برد قال شيخنا المؤلف ومن أطلعة الله عليها يرى كل شيء ساجدا لله يسمع منه الذكر بلسان المقال ويشاهد أمورا لا تحيط بها العبارة ويندب لمن رآها أن يكتمها فلا يحدث بها لأن الاطلاع عليها من السر المكتوم ومن باح بالسر ضيعه ولمحي الدين بن العربي قاعدة لإدراكها حصولها أنه إن كان مبدأ الشهر الجمعة كانت ليلة تسع وعشرين وإن كان السبت كانت ليلة إحدى وعشرين وإن كان الأحد كانت ليلة سبع وعشرين وإن كان الاثنين كانت ليلة تاسع عشرة وإن كان الثلاثاء كانت ليلة خمس وعشرين وإن كان الأربعاء كانت ليلة سابع عشرة وإن الخميس كانت ليلة عشرية فاحفظ تلك القاعدة وسميت بذلك إما لتقدير البركات والخيرات فيها لأن جميع مكونات العالم تقدر فيها أي تظهر للملائكة أو لعظم قدرها وقيل غير ذلك تنبيه المراد من قوله التمسوها في التاسعة أو السابعة أو الخامسة من العشر الأواخر من رمضان ما بقي من العشر لا ما مضى فالتاسعة ليلة إحدى وعشرين والسابعة ليلة ثلاث وعشرين والخامسة ليلة خمس وعشرين إن كان الشهر ناقصا وإلا فالتاسعة ليلة اثنين وعشرين والسابعة ليلة أربع وعشرين والخامسة ليلة ست وعشرين فتأمل وقيل العدد من أول العشر فالتاسعة ليلة تسع وعشرين والسابعة ليلة سبع وعشرين والخامسة ليلة خمس وعشرين وعلى كل حال فيحتاط في العشر كما قالوا لاحتمال كمال الشهر ونقصانه قوله التي هي خير من ألف شهر أي كما نطفت به الآية الكريمة وسببها أنه ذكر لرسول الله رجل من بنى إسرائيل حمل السلاح على عاتقه في سبيل الله تعالى ألف شهر وهي ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر فتعجب لذلك رسول الله عجبا شديدا وتمنى أن يكون ذلك في أمته فقال يا رب جعلت أمتي أقصر الأمم أعمارا وأقلها أعمالا فأعطاه الله ليلة القدر فقال ليلة القدر خير من ألف شهر أي التي حمل فيها الإسرائيلي السلاح في سبيل الله تعالى لك ولأمتك من بعدك إلى يوم القيامة في كل رمضان قوله وندب اشتغاله أي فالأفضل في عبادته أنه لا يخرج عن هذه الأنواع لأن اشتغاله بغيرها مكروه وأن كان علما كما يأتي لأن