وبالجملة متى قيل هذا قول عالم المدينة فهو المراد وفى ح أيضا ما أفتى مالك حي أجازه أربعون محنكا والتحنيك في العمامة شأن الأئمة وعن مالك جالست ابن هرمز ست عشرة سنة فى علم لم أبثه لأحد ومذهبه عمري سد الحيل واتقاء الشبهات ولم يعتزل مالكي قط وعليه أهل الغرب الوارد بقاؤهم على الحق وألف السيوطى كتابا يسمى تزيين الممالك فى ترجمة الإمام مالك أثبت فيه أخذ الإمام أبى حنيفة عنه قال وألف الدارقطنى جزءا فى الأحاديث التى رواها أبو حنيفة عنه بل روى عن الإمام من هو أكبر سنا من أبي حنيفة وأقدم وفاة كالزهرى وربيعة وهما من شيوخ مالك وأخذا عنه فأولى قرينة ومن شيوخ مالك من غير التابعين نافع بن أبى نعيم القارىء قرأ عليه مالك القرآن وروى هو عن مالك وهو غير نافع التابعي مولى ابن عمر وحملت بالإمام أمه ثلاث سنين وكانت ولادته سنة ثلاث وتسعين من الهجرة على الأشهر بذى المروة موضع من مساجد تبوك على ثمانية برد من المدينة وكانت وفاته على الصحيح يوم الأحد لتمام اثنتين وعشرين يوما من ربيع الأول سنة تسع وسبعين ومائة وصلى عليه عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس وكان يومئذ واليا على المدينة ودفن بالبقيع وقبره مشهور وعليه قبة وبجانبه قبر لنافع قيل نافع القارىء أو هو مولى ابن عمر ومناقبه وفضله أظهر من الشمس فى رابعة النهار رضى الله عنه وعنا به قوله قلب أى عقل كامل وقوله أو ألقى السمع إلخ أي صغى بسمعه وهو حاضر بقلبه لما يذكر من مناقب الإمام وفيه اقتباس من الآية الكريمة قوله أرجح الأقاويل أى أقواها أن وجد راجح وأرجح وعلى الراجح إن وجد راجح ومرجوح فأفعل التفضيل فى كلامه ليس على بابه دائما كما يفيده حل الشارح والراجح عندهم ما قوي دليله والمشهور ما كثر قائله ولكن مراد المصنف بالأرجح والراجح القوي والأقوى إما لقوة دليله أو لكثرة قائله لأنه ليس ملتزما لاصطلاحات المختصر مسألة للمفتي إذا استفتي فى مسألة فيها قولان أن يحمل المستفتى على أيهما وقيل بل يخبره بالقائلين فيقلد أيهما أحب كما لو كانوا أحياء وهذا إذا لم يكن فيه أهلية للترجيح وإلا فليرجح أحد الأقوال انظر الأجهوري مسألة أخرى فى الحطاب أن من أتلف بفتواه مجتهدا لا يضمن ومقلدا يضمن إن انتصب أو تولى فعل ما أفتى به وإلا فغرور قولي لاضمان فيه ويزجر وإن لم يتقدم له اشتغال بالعلم أدب وتجوز الأجرة على الفتيا إن لم تتعين وذكر عن ابن عمر تقديم الشاذ فى المذهب على مذهب الغير والأشياخ على عكسه