والمراد منه هنا ما ذهب إليه مالك من الأحكام التى ذهب إليها واعتقدها بطريق يوصل إلى المقصود واستعار اسم المشبه به للمشبه على طريق الاستعارة التصريحية الأصلية والجامع بينهما التوصل للمقصود فى كل حلى حد قوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم قوله أئمة جمع إمام وهو فى اللغة المقدم على غيره وفى الاصطلاح من بلغ رتبة أهل الفضل ولو صغيرا وأصل أئمة أأممة نقلت كسرة الميم الأولى إلى الهمزة الثانية ثم أدغمت الميم في الميم فصار أئمة بتحقيق الهمزتين أو بتسهيل الثانية قوله دار التنزيل أي القرآن لنزول غالبه بها قوله وهى المدينة المنورة أي بأنوار المصطفى لأنه أنارها حسا ومعنى ولها أسماء كثيرة أنهاها بعض العلماء إلى تسعين منها ما ذكره المتن والشرح ومنها قبة الإسلام ومدينة الرسول وطيبة وطابة والراحمة والمرحومة والهادية والمهدية وأما تسميتها بيثرب فمكروه وما فى الأية حكاية المنافقين قوله مالك بن أنس هو أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر ابن عمرو بن الحرث بن غيمان بفتح الغين المعجمة أوله بعدها مثناة تحتية ساكنة ابن خثيل بالمثلثة مصغر أوله خاء معجمة ويقال بالجيم كما فى القاموس من ذي أصبح بطن من حمير فهو من بيوت الملوك وعادة ملوكهم يزيدون فى العلم ذا تعظيما أي صاحب هذا الاسم وأم الإمام اسمها العالية بنت شريك الأزدي وقيل طليحة مولاة عامر بنت معمر وكان أبو الإمام وجده من فقهاء التابعين وجده مالك أحد الأربعة الذين حملوا عثمان رضى الله عنه إلى قبره ليلا ودفنوه بالبقيع وأبوه أبو عامر صحابي شهد المغازي كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خلا بدرا والإمام تابع التابعين وقيل تابعي لأنه أدرك عائشة بنت سعد بن أبي وقاص وقيل بصحبتها ولكن الصحيح أنها ليست صحابية وهو عالم المدينة لم تشد الرحال لعالم بها كما شدت له حتى يحمل عليه وناهيك ما اشتهر لا يفتى ومالك بالمدينة روى الحاكم وغيره بروايات متعددة يخرج ناس من المشرق والمغرب فى طلب العلم فلا يجدون أعلم من عالم المدينة وخرجه الترمذى بلفظ يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل ويروى آباط الإبل يطلبون العلم فلا يجدون عالما أفقه من عالم المدينة قال سفيان كانوا يرونه مالكا قال ابن مهدى يعنى سفيان بقوله كانوا يرونه التابعين الذين هم من خير القرون ويروى لا ننقضى الساعة حتى يضرب الناس أكباد الإبل إلخ انظر ح