@ 134 @ شيئا ولأن ما رواه كان في الابتداء وكان يستدل بحفظه على علمه لقرب العهد بالإسلام ولما طال الزمان وتفقهوا قدم الأعلم نصا وكان أبو بكر الصديق أعلمهم ألا ترى إلى قول أبي سعيد كان أبو بكر أعلمنا قال رحمه الله ( ثم الأقرأ ) لما روينا قال رحمه الله ( ثم الأورع ) لقوله صلى الله عليه وسلم اجعلوا أئمتكم خياركم فإنهم وفدكم فيما بينكم وبين ربكم ولأنه صلى الله عليه وسلم قدم أقدمهم هجرة ولا هجرة اليوم فأقمنا الورع مقامها قال رحمه الله ( ثم الأسن ) لما روينا ولقوله صلى الله عليه وسلم لمالك بن الحويرث ولصاحب له إذا حضرت الصلاة فأذنا ثم أقيما وليؤمكما أكبركما ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم التقديم بالقراءة والعلم فالظاهر أنهما كانا متساويين فيهما ولأن الأكبر سنا يكون أخشع قلبا عادة وأعظمهم بينهم حرمة ورغبة والناس في الاقتداء به أكثر فيكون في تقديمه تكثير الجماعة فإن كانوا سواء في السن فأحسنهم خلقا فإن استووا فأصبحهم وجها فكل من كان أكمل فهو أفضل لأن المقصود كثرة الجماعة ورغبة الناس فيه أكثر واجتماعهم عليه أوفر قال رحمه الله ( وكره إمامة العبد ) لأنه لا يتفرغ للتعلم فيغلب عليه الجهل ( والأعرابي ) وهو الذي يسكن البادية عربيا كان أو عجميا لأن الغالب عليه الجهل ( والفاسق ) لأنه لا يهتم لأمر دينه ولأن في تقديمه للإمامة تعظيمه وقد وجب عليهم إهانته شرعا قال رحمه الله ( والمبتدع ) أي صاحب الهوى قال المرغيناني تجوز الصلاة خلف صاحب هوى وبدعة ولا تجوز خلف الرافضي والجهمي والقدري والمشبه ومن يقول بخلق القرآن حاصله إن كان هوى لا يكفر به صاحبه يجوز مع الكراهة وإلا فلا قال رحمه الله ( والأعمى ) لأنه لا يتوقى النجاسة ولا يهتدي إلى القبلة بنفسه ولا يقدر على استيعاب الوضوء غالبا وفي البدائع إذا كان لا يوازيه غيره في الفضيلة في مسجده فهو أولى ومثله في المحيط وقد استخلف النبي صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم وعتبان بن مالك على المدينة وكانا أعميين قال رحمه الله ( وولد الزنا ) لأنه ليس له أب يعلمه فيغلب عليه الجهل وإن تقدموا جاز لقوله صلى الله عليه وسلم صلوا خلف كل