عوف وعثمان بن عفان نقل أبو طالب ليس أشبه الحج شيء للتعب الذي فيه ولتلك المشاعر وفيه مشهد ليس في الإسلام مثله وعشية عرفة وفيه إنهاك المال والبدن وإن مات بعرفة فقد طهر من ذنوبه .
واختار شيخنا أن كل واحد بحسبه فإن الذكر بالقلب أفضل من الغزاة بلا قلب وهو يعني كلام ابن الجوزي فإنه قال أصوب الأمور أن ينظر إلى ما يطهر القلب ويصفيه للذكر والأنس فيلازمه وفي رد شيخنا على الرافضي بعد أن ذكر تفضيل أحمد للجهاد والشافعي للصلاة وأبي حنيفة ومالك للعلم والتحقيق لا بد لكل من الآخرين وقد يكون كل واحد أفضل في حال كفعل النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه رضي الله عنهم بحسب الحاجة والمصلحة ويوافق ما سبق قول إبراهيم ابن جعفر لأحمد الرجل يبلغني عنه صلاح أفأذهب أصلي خلفه قال أحمد أنظر ما هو أصلح لقلبك فافعله .
وقال أبو الحسين بن سمعون من أصحابنا وسأله البرقاني أيها الشيخ تدعو الناس إلى الزهد في الدنيا وتلبس أحسن الثياب وتأكل أطيب الطعام فكيف ذلك قال كل ما يصلحك مع الله فافعله وقد نقل عنه مثنى أفضلية الفكرة على الصلاة والصوم فقد يتوجه أن عمل القلب أفضل من عمل الجوارح ويكون مراد لأصحاب عمل الجوارح وروى أحمد وأبو داود من رواية يزيد بن زياد عن مجاهد عن رجل عن أبي ذر مرفوعا أتدرون أي الأعمال أحب إلى الله قال قائل الصلاة والزكاة وقائل الجهاد قال أحب الأعمال إلى الله الحب في الله والبغض في الله وسأل عليه السلام أي عرى الإسلام أوثق قالوا الصلاة والزكاة وصيام رمضان قال لا أوثق عرى الإسلام أن تحب في الله وتبغض في الله رواه أحمد وغيره من حديث البراء ولهذا ذكر في الفنون رواية مثنى فقال يعني