الفكرة في آلاء الله ودلائل صنعه والوعد والوعيد لأنه الأصل الذي يفتح أبواب الخير وما أثمر الشيء فهو خير من أجل ثمرته .
وقال في الفنون أيضا لو لم يكن مقاساة المكلف إلا لنفسه لكفاه إلى أن قال فكفى بك شغلا أن تصح وتسلم وتداوي بعضك ببعض فذلك هو الجهاد الأكبر لأنه مغالبة المحبوبات لأنك إذا تأملت ما يكابد المعاني لهذه الطباع المتغالبة المحبوبات وجدته القتل في المعنى لأنه إن ثار غضبه كلف بتبريد تلك النار المضطرمة بالحلم وإن تكلبت الطباع لاستيفاء لذة مع تمكن قدرة وخلوة كلف بتقليص أدوات الإمتداد باستحضار زجر الحكمة والعلم ورهبة وعيد الحق وإن ثار الحسد كلف القنوع بالحال وترك مطالعة أحوال الأغيار وإن غلب الحقد وطلب التشفي من الباديء بالسوء كلف تغيير الحقد باستحضار العفو وإن ثار الإعجاب والمباهاة لرؤية الخصائص التي في النفس كلف استحضار لطيفة من التواضع العطاء للجنس وإن استحلت النفس الإستماع إلى اللغو كلف استحضار الصيانة عن الإصغاء إلى داعية الشهوة واللهو هذا وأمثاله هو العمل والناس عنه بمعزل لا يقع أن العمل سوى ركعات يتنفل الإنسان في جوف الليل تلك عبادة الكسالى العجزة إنما تمييز الإنسان بهذه المقامات التي تنكشف فيها الأحوال ومن وصل إلى هذه المقامات فقد رقى إلى درجة الصديقين وإلا فكل أحد إذا خلا بنفسه وسكنت طباعة لم يصعب عليه رطل من الماء واستقبال المحراب لكن ما وراء ذلك هو العمل ! < إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر > ! العنكبوت الآية 45 فما تنفع صلاة الليل مع التبتل للقبح بالنهار