@ 537 @ أفضتم من عرفات فاذكروا اللَّه عند المشعر الحرام ، واذكروه كما هداكم ، وإن كنتم من قبله لمن الضالين ، ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا اللَّه إن اللَّه غفور رحيم } ) وجميع هذا مستحب إلا المبيت بمزدلفة كما سيأتي ، وفيه نظر ، لأن اللَّه سبحانه أمر بالذكر عند المشعر الحرام ، وفعله المبين لكتاب ربه ، مع قوله ( خذوا عني مناسككم ) وهذا لا يتقاصر عن الوجوب ، بل قد قال بعض العلماء بركنيته ، ويشهد له حديث عروة بن مضرس . .
( تنبيه ) : المشعر الحرام بفتح الميم ، قال المنذري : وأكر كلام العرب بكسرها ، وحكى القتيبي وغيره أنه لم يقرأ بها أحد ، وحكى الهذلي أن أبا السمال قرأ المشعر بالكسر ، وسمي مشعراً لأنه من علامات الحج ، وكل علامات الحج مشاعر ، واللَّه أعلم . .
قال : ثم يدفع قبل طلوع الشمس . .
ش : لما تقدم في حديث جابر . .
1694 وعن عمر رضي اللَّه عنه قال : كان أهل الجاهلية لا يفيضون من جمع حتى تطلع الشمس ، ويقولون : أشرق ثبير . قال : فخالفهم النبي فأفاض قبل طلوع الشمس . رواه البخاري وغيره ، واللَّه أعلم . .
قال : فإذا بلغ محسراً أسرع ولم يقف فيه حتى يأتي منى . .
ش : ( محسر ) قيل واد بين عرفة ومنى ، وهو مقتضى قول الخرقي ، لأنه غيا الإسراع فيه إلى إتيان منى ، وقيل : موضع بمنى ، وقيل : ما صب [ من محسر في المزدلفة فهو منا ، وما صب ] منه في منى فهو من منى ، قال المنذري : وصوبه بعضهم ، ويستحب الإسراع فيه إن كان ماشياً ، أو يحرك دابته إن كان راكباً ، تأسياً بمن المأمور اتباعه ، ) 16 ( . قال جابر في حديثه : حتى أتى محسراً فحرك قليلاً . قال المنذري : لعله سمي بذلك لأنه يحسر سالكيه ويتبعهم . وقال الشافعي في الإملاء : يجوز أن يكون فعل ذلك لسعة الموضع . وقيل : يجوز أن يكون فعله لأنه مأوى الشياطين . وقيل : سمي بذلك لأن فيل أصحاب الفيل حسر فيه أي أعيى . واللَّه أعلم . .
قال : وهو مع ذلك ملب . .
ش : يعني من الدفع من مزدلفة إلى منى ، لما تقدم في الصحيحين من حديث ابن عباس ، واللَّه أعلم .