@ 533 @ يصل بينهما شيئاً ، ثم ركب رسول اللَّه حتى أتى الموقف ، فجعل بطن ناقته القصوى إلى الصخرات ، وجعل حبل المشاة بين يديه ، واستقبل القبلة . والووقوف عند الجبل ، واستقبال القبلة ، ونحو ذلك من المستحبات ، اتباعاً للنبي ، والغرض الصيرورة بعرفة كما سيأتي إن شاء اللَّه تعالى ، واللَّه أعلم . .
قال : وعرفة كلها موقف ، ويرفع عن بطن عرنة فإنه لا يجزئه الوقوف فيه . .
1679 ش : في رواية لمسلم في حديث جابر أن رسول اللَّه قال : ( نحرت هاهنا ومنى كلها منحر ، فانحروا في رحالكم ، ووقفت هاهنا وعرفة كلها موقف ، ووقفت هاهنا وجمع كلها موقف ) ورواه أحمد ، وأبو داود وابن ماجه أيضاً . .
1680 وعن مالك : بلغه أن النبي قال : ( عرفة كلها موقف ، وارتفعوا عن بطن عرنة ، والمزدلفة كلها موقف ، وارتفعوا عن بطن محسر ) . .
1681 وعن ابن الزبير من قوله كذلك ، رواهما مالك في موطئه . .
( تنبيه ) : الوقوف بعرفة ركن إجماعاً . .
1682 وقد روي عن عبد الرحمن بن يعمر الديلي رضي اللَّه عنه أن ناساً من أهل نجد أتوا رسول اللَّه وهو واقف بعرفة ، فسألوه ، فأمر منادياً فنادى ( الحج عرفة ، من جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر فتم حجه ، أيام منى ثلاثة أيام ، { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ، ومن تأخر فلا إثم عليه } وأردف رجلاً ينادي بمنى . رواه الخمسة . .
وعن عروة بن مضرس نحو ذلك ، وسيأتي إن شاء اللَّه تعالى والمشترط الحصول بعرفة . عاقلاً ، فلا وقوف لمجنون ، ولا لمغمى عليه ، ولا لسكران ، قاله ابن عقيل وغيره ، لعدم شعورهم بها ، وفي النائم وجهان ، أصحهما عند صاحب التلخيص وبه جزم أبو محمد الإجزاء لأنه في حكم المنتبه ، وكذلك في الجاهل بكونها عرفة [ وجهان ] ، الإجزاء قطع به أبو محمد ، وعدمه قاله أبو بكر في التنبيه . .
1683 ويشهد لقول أبي محمد عموم حديث عروة بن مضرس الطائي رضي اللَّه عنه قال : أتيت رسول اللَّه بالموقف ، يعني بجمع قلت : جئت يا رسول اللَّه من جبلي طيء ، فأكللت مطيتي ، وأتعبت نفسي ، واللَّه ما تركت من حبل إلا وقفت عليه ، فهل لي من حج ، فقال رسول اللَّه ( من أدرك معنا هذه الصلاة ، وأتى عرفات قبل ذلك ليلاً أو نهاراً ، فقد تم حجه ، وقضى تفثه ) رواه الخمسة وهذا لفظ