@ 510 @ وقال ( دخلت العمرة في الحج ) مرتين ( لا بل لأبد أبد ) وقدم علي بن أبي طالب من اليمن ببدن [ رسول اللَّه ] فوجد فاطمة ممن حل ، ولبست ثياباً صبيغاٍ ، واكتحلت ، فأنكرت ذلك عليها ، فقالت : أبي أمرني بهذا قال : وكان علي يقول بالعراق : فذهبت إلى رسول اللَّه فيما ذكرت عنه ، فأخبرته أني أنكرت ذلك عليها ، فقال ( صدقت صدقت ، ماذا قلت حين فرضت الحج ؟ ) قال : قلت اللهم إني أهل بما أهل به رسول اللَّه . قال : ( فإن معي الهدي ، قال : فلا تحل ) قال : فكان جماعة الهدي الذي قدم به على من اليمن ، والذي أتى به رسول اللَّه مائة ، قال : فحل الناس كلهم وقصروا ، إلا النبي ومن كان معه هدي ، فلما كان يوم الروية توجهوا إلى منى ، وأهلوا بالحج ، فركب رسول اللَّه ، فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ، ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس ، فأمر بقبة من شعر تضرب له بنمرة ، فسار رسول اللَّه ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام ، كما كانت قريش تصنع في الجاهلية ، فأجاز رسول اللَّه حتى أتى عرفة ، فوجد القبة قد ضربت له بنمرة ، فنزل بها ، حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له ، فأتى بطن الوادي ، فخطب الناس وقال : ( إن دماءكم ، وأموالكم حرام عليكم ، كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا ، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي [ موضوع ، ودماء الجاهلية تحت قدمي ] وإن أول دم أضعه من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث ، كان مسترضعاً في بني سعد ، فقتلته هذيل . وربا الجاهلية موضوع ، وأول ربا أضعه رباناً ربا العباس بن عبد المطلب ، فإنه موضوع كله ، فاتقوا اللَّه في النساء ، فإنكم أخذتموهن بأمانة اللَّه ، واستحللتم فروجهن بكلمة اللَّه ، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه ، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ، وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب اللَّه ، وأنتم تسألون عني ، فما أنتم قائلون ؟ ) قالوا : نشهد أنك قد بلغت وأديت ، ونصحت . فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء ، وينكتها إلى الناس ( اللهم اشهد ، اللهم اشهد ) ثلاث مرات ثم أذن ثم أقام ، فصلى الظهر ، ثم أقام فصلى العصر ، ولم يصل بينهما شيئاً ، ثم ركب رسول اللَّه حتى أتى الموقف ، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات ، وجعل حبل المشاة بين يديه ، واستقبل القبلة ، فلم يزل واقفاً حتى غربت الشمس ، وذهبت الصفرة قليلاً ، حتى غاب القرص ، وأردف أسامة خلفه ، ودفع رسول اللَّه ، وقد شنق للقصواء الزمام ، حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله ، ويقول بيده اليمنى ( أيها الناس السكينة السكينة ) كلما أتى حبلاً من الحبال أرخى لها قليلاً حتى تصعد ، حتى أتى المزدلفة ، فصلى بها المغرب والعشاء [ بأذان واحد وإقامتين ، ولم يسبح بينهما شيئاً ، ثم اضطجع رسول اللَّه حتى طلع الفجر ، فصلى الفجر حين تبين له الصبح ] بأذان وإقامة ، ثم ركب القصواء ، حتى أتى المشعر الحرام ،