@ 509 @ .
1612 قال جعفر بن محمد ، عن أبيه ، قال : دخلنا على جابر بن عبد اللَّه ، فسأل عن القوم حتى انتهى إلي فقلت : أنا محمد بن علي بن حسين . فأهوى بيده إلى رأسي ، فنزع زري الأعلى ، ثم نزع زري الأسفل ، ثم وضع كفه بين ثديي ، وأنا يومئذ غلام شاب ، فقال : مرحباً بابن أخي ، سل عما شئت . فسألته وهو أعمى ، وحضر وقت الصلاة ، فقام في ساجة ملتحفاً بها ، كلما وضعها على منكبيه رجع طرفاها إليه من صغرها ، ورداؤه إلى جنبه على المشجب ، فصلى بنا ، فقلت : أخبرني عن حجة رسول اللَّه فقال بيده ، فعقد تسعاً ، فقال : إن رسول اللَّه مكث تسع سنين لم يحج ، ثم أذن في الناس في العاشرة : إن رسول اللَّه حاج ، فقدم المدينة بشر كثير ، كلهم يلتمس أن يأتم برسول اللَّه ويعمل مثل عمله ، فخرجنا معه ، حتى أتينا ذا الحليفة ، فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر ، فأرسلت إلى رسول اللَّه : كيف أصنع ؟ فقال ( اغتسلي واستثفري بثوب ، وأحرمي ) فصلى رسول اللَّه في المسجد ، ثم ركب القصواء ، حتى إذا استوت به ناقته على البيداء نظرت مد بصري بين يديه ، من راكب وماش ، وعن يمينه مثل ذلك ، وعن يساره مثل ذلك ، ومن خلفه مثل ذلك ، ورسول اللَّه بين أظهرنا ، وعليه ينزل القرآن ، وهو يعرف تأويله ، وما عمل به من شيء عملنا به ، فأهل بالتوحيد ( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك له لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ) وأهل الناس بهذا الذي يهلون به ، فلم يرد رسول اللَّه شيئاً منه ، ولزم رسول اللَّه تلبيته ، قال جابر : لسنا ننوي إلا الحج ، لسنا نعرف العمرة ، حتى إذا أتينا البيت معه استلم الركن ، فرمل ثلاثاً ، ومشى أربعاً ، ثم نفذ إلى مقام إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، فقرأ 19 ( { واتخذوامن مقام إبراهيم مصلى } ) فجعل المقام بينه وبين البيت ، فكان أبي يقول : ولا أعلمه ذكره إلا عن رسول اللَّه ، كان يقرأ في الركعتين : 19 ( { قل هو اللَّه أحد } ) و : 19 ( { قل يا أيها الكافرون } ) ثم رجع إلى الركن فاستلمه ، ثم خرج من الباب إلى الصفا فلما دنا من الصفا قرأ : 19 ( { إن الصفا والمروة من شعائر اللَّه } ) ( أبدأ بما بدأ اللَّه ) فبدأ بالصفا ، فرقي عليه ، حتى رأى البيت ، فاستقبل القبلة ، ووحد اللَّه وكبره ، وقال ( لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا اللَّه وحده ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ) ثم دعا بين ذلك ، قال مثل هذا ثلاث مرات ، ثم نزل إلى المروة حتى انصبت قدماه في بطن الوادي ، [ سعى ] حتى إذا صعدنا مشى حتى أتى المروة ففعل على المروة كما فعل على الصفا ، حتى إذا كان آخر الطواف عند المروة قال ( لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي ، وليجعلها عمرة ) [ فحل الناس كلهم وقصروا إلا النبي ومن كان معه الهدي ] فقام سراقة بن جعشم فقال : يا رسول اللَّه ألعامنا هذا أم للأبد ؟ فشبك رسول اللَّه أصابعه [ واحدة ] في الأخرى ،