@ 480 @ هناك اختلفوا ، خرج رسول اللَّه حاجاً ، فلما صلى بمسجده بذي الحليفة ركعتيه أوجب في مجلسه ، فأهل بالحج حين فرغ من ركعتيه ، فسمع ذلك منه أقوام فحفظت عنه ، ثم ركب فلما استقلت به ناقته أهل ، وأدرك ذلك منه أقوام ، وذلك أن الناس إنما كانوا يأتون أرسالاً ، فسمعوه حين استقلت به ناقته يهل فقالوا : إنما أهل حين استقلت به ناقته ، ثم مضى رسول اللَّه ، فلما علا على شرف البيداء أهل ، وأدرك ذلك منه أقوام فقالوا : إنما أهل حين علا على شرف البيداء وايم اللَّه لقد أوجب في مصلاه ، وأهل حين استوت به ناقته ، وأهل حين علا على شرف البيداء . ) رواه أبو داود ، وقال المنذر : وفي إسناده خصيف بن عبد الرحمن الحراني وهو ضعيف . .
( تنبيه ) : ( البيداء ) البرية ، والمراد في الحديث موضع مخصوص بين مكة والمدينة . و ( الإهلال ) رفع الصوت بالتلبية ، وكل شيء ارتفع صوته فقد استهل ، وبه سمي الهلال ، لأن الناس يرفعون أصواتهم بالإخبار عنه ، ( أوجب ) إذا باشر مقدمات الحج من [ الإحرام ] والتلبية . و ( أرسالا ) أي متتابعين ، قوماً بعد قوم ، و ( استقلت به راحلته ) أي نهضت به حاملة له ، واللَّه أعلم . .
قال : فيقول : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك . .
ش : لما ذكر أنه يلبي [ ذكر ] صفة التلبية ، وهذه تلبية رسول اللَّه . .
1516 ففي الصحيحين وغيرهما عن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما أن تلبية رسول اللَّه ( لبيك اللهم لبيك ، [ لبيك ] لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك ) قال : وكان عبد اللَّه بن عمر يزيد في تلبيته : 6 ( لبيك لبيك ، لبيك وسعديك ، والخير بيديك ، والرغباء إليك والعمل . ) .
( تنبيه ) : ( لبيك ) لفظ يجاب به الداعي ، وهو في تلبية الحج إجابة لدعاء اللَّه تعالى الناس إلى الحج في قوله تعالى : 9 ( { وأذن في الناس بالحج } ) الآية ومعنى هذه التثنية فيه ، أي مرة بعد مرة ، وهو من : ألب بالمكان . إذا أقام به ، كأنه قال : إقامة على إجابتك بعد إقامة . وقيل : من قولهم : أنا ملب بين يديك . أي خاضع ، وقيل غير ذلك ، ( وسعديك ) المساعدة الطاعة أي مساعدة بعد مساعدة ، قال الجرمي : ولم يسمع سعديك مفرداً . و ( الرغباء والرغبى ) بالفتح مع المد ، والضم مع القصر ، والمعنى هنا الطلب والمسألة . ( وإن الحمد ) بالفتح ، وبالكسر ورجحه بعضهم ، قال ثعلب : من قال بالكسر فقد عم ، ومن قال بالفتح فقد خص ، واللَّه أعلم .