ألا ترى أيها المريسي أنه قال فأتى الله بنيانهم من القواعد ولم يذكر عندها نفخ الصور ولا تشقق السماء ولا تنزل الملائكة ولا حمل العرش ولا يوم العرض ولكن قال فخر عليهم السقف من فوقهم في دنياهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون فرد الإتيان إلى العذاب ففرق بين المعنيين ما فرق ربهما من الدلائل والتفسير وإنما يصرف كل معنى إلى المعنى الذي ينصرف إليه ويحتمله في سياق القول إلا أن يجد الشيء اليسير في الفرط يجوز في المجاز بأقل المعاني وأبعدها عن العقول فيعمد إلى أكثر معاني الأشياء