والبصر منه سمع والوجه ظهر والأعلى منه أسفل والأسفل منه أعلى يسمع الأصوات بزعمك أنه يبلغه الصوت ولا يفهمه كما يبلغ الجبال التي ليست لها أسماع ولا تفقهه ويعرف الألوان بالترائي والمشاهدة لا أن له سمعا يسمع به فيفقهه ولا له بصر يبصر به فيراه ويعرفه كما يقال للدور والقصور يرى بعضها بعضا أي تتراءى وليست لها أبصار والجبال ينظر بعضها إلى بعض بلا بصر فكما يقال ذهب فلان بين سمع الأرض وبصرها من غير أن يكون للأرض سمع ولا بصر هو السمع والبصر فوصفت ربك بما وصف الله به الأصنام ما تقول وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون وكما قال للذين يدعون من دونه إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ولو كان معنى السمع والبصر إدراك الأصوات وترائي الأجسام لكان ذلك تدرك الأصنام كما يدرك الله في