[ 62 ] وبمشيته كانت الارادة وبارادته كان التقدير وبتقديره كان القضا وبقضاءه كان الامضاء الحديث وفيه عن ابى الحسن الرضا (ع) يا يونس اتعلم ما المشية قلت لا قال هي الذكر الاول فتعلم ما الارادة قلت لا قال هي العزيمة على ما شاء فتعلم ما القدر قلت لا قال هو الهندسة ووضع الحدود من البقا والفنا قال ثم قال والقضاء هو الابرام واقامة العين وفيه عن ابى عبد الله لا يكون شئ في الارض ولا في السماء الا بهذه الخصال السبع بمشية وارادة وقدر وقضاء واذن وكتاب واجل فمن زعم انه يقدر على نقص فقد كفر فهو بمعنى الحكم والايجاب ثم المراد بالامضاء هو الايجاد في الخارج والمراد بالاذن في الحديث الاخير هو الامضاء في الاول والمراد بالكتاب ثبته في الالواح ومروره عليها وبالاجل تعيين الوقت واما ما في الخصال عن ابى الحسن الاول (ع) قال لا يكون شئ في السموات والارض الا بسبعة بقضاء وقدر وارادة ومشية وكتاب واجل واذن فمن قال غير هذا فقد كذب على الله ورد على الله عزوجل فيؤيد ما قلنا اولا من ان اول مراتب القدر مرتبة الاسماء والصفات الملزومة للمهيات والاعيان إذ القدر بهذا المعنى يمكن تقدمه على المشية والارادة الفعليتين فان الفيض المقدس الذى هو المشية والارادة بهذا المعنى مرتبته بعد مرتبة الفيض الاقدس الذى هو في مرتبة الاسماء والصفات ان قلت فالقضاء المقدم على القدر بهذا المعنى ما هو قلت كما ان بعض مراتب القدر هذه المرتبة التى عرفتها كذلك بعض مراتب القضا مرتبة هي اولى المراتب واسبق السوابق وهى علمه العنايئ بالنظام الاحسن قبل الايجاد الذى هو منشاء له اعني علمه الكمالى الذى هو عين ذاته البسيطة التى هي كل الخيرات بنحو اعلى واشد كما قال السيد المحقق الداماد س في القبسات بعد ذكر مراتب القضاء والقدر فاذن اخيرة المراتب هي القدر المتمحض الذى هو ليس بقضاء اصلا لكونه التفصيل المحض الذى لا تفصيل في الوجود بعده وهو وجود المكونات الزمانية الحادثة في ازمنتها على التدريج والتعاقب والتقضى والتجدد على حسب الاستعدادات التدريجية المتعاقبة الحصول في امتداد الزمان من تلقاء الاسباب المترتبة المتادية إليها والمرتبة القصوى الوجودية الاجمالية من القضاء الالهى بحسب التقرر في حاق الاعيان جملة هي القضاء المحض الوجودى الذى ليس بقدر بالنسبة إلى قضاء وجودي قبله اصلا لكونه ________________________________________