[ 61 ] عالم المثل المعلقة وفى جميع هذه المراتب كنت انت وامثالك وجميع ما بحيالك مقرين بالربوبية والوحدانية لان وجود الموجودات هنالك تبعى تطفلي لوجود الواحد الاحد وظهورها بانوار الحق الصمد لا بوجودات انفسها كما في هذا العالم الذى نسوا ذلك الاقرار فان كلا منهم ههنا صار مالكا لوجود وانية وصاحب استقلال وانانية وناقضا لعهودهم ومشركا بمعبودهم ولم يوفوا بما عهدوا وهو سبحانه اوفى بما عهد واتى بما هي لوازم الربوبية يا ذا العفو والرضاء العفو هو التجاوز عن الذنب والمغفرة ابلغ منه لانها لما كانت لغة الستر يلزمه التجاوز بخلاف التجاوز أو المحو الذى هو معنى العفو لغة كقولهم عفى الرسم أي انمحى فلا يلزمه الستر لبقاء الاثر فالغفور كانه يعطى على الذنب لئلا يطلع عليه احد فلا يحتمل صاحبه ولذا يستعمل العفو في المخلوق كثيرا بخلافها يا ذا المن والعطاء يا ذا الفصل والقضاء رايت الفضل بالضاد المعجمه وهو لا يناسب القضاء كما ناسب الامتنان في ذا الفضل والامتنان فالمناسب هو الصاد المهملة وح يناسب القضاء بمعنى الحكم يعنى انه تعالى فاصل بين الحق والباطل فهو حاكم عدل كما يقال لكلامه المجيد فصل الخطاب بهذا المعنى انه لقول فصل وما هو بالهزل وفى دعاء ليلة العرفة وليالي الجمعة المذكور في زاد المعاد للعلامة المجلسي ره واسئلك بحق القران العظيم وبحق محمد خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وبحق ابراهيم وبحق فصلك يوم القضاء والمراد به سيد الاولياء على (ع) كما ان المراد بالموازين بعده اولاده الطاهرون ويناسب القضاء مقابل القدر ايضا والقضا كما سنفصل فيما بعد وجود جميع الموجودات مجملة على الوجه الكلى في العالم العقلي والقدر وجود صور الموجودات مفصلة في العالم النفسي السماوي على الوجه الجزئي مطابقة لما في موادها الخارجية فالمراد بالفصل القدر فان قلت فالمناسب تقديم القضا في الذكر مطابقا لما في العين قلت كما يطلق القدر في المشهور على المعنى المذكور يطلق ايضا كالفصل على مرتبة الاسماء والصفات الملزومة للاعيان والمهيات كما مر لان القدر من التقدير والتعيين واول تعيين حصل اسماؤه ورسومه تعالى واسبق تقدير وتهندس وقع صور اسمائه اعني معلوماته المفصلة مفهوما المجملة وجودا واعنى بالاجمال بساطة الوجود فالقدر بهذا المعنى مقدم على القضاء ولهذا قدم الفصل واما القضاء المؤخر عن القدر في بعض الاخبار كما في الكافي سئل العالم كيف علم الله قال علم وشاء واراد وقدر وقضى وامضى فامضى ما قضى وقضى ما قدر وقدر ما اراد فبعلمه كانت المشية ________________________________________